news-details

"انتظار" رد حماس يعني تعطيل نتنياهو لصفقة الرهائن | امير مخول

هناك اعتقاد واسع داخل حكومة نتنياهو بأن السيطرة على رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) تعني ان الجيش الاسرائيلي قد قام بأكبر عملية تمشيط فوق وتحت الارض للوصول الى قيادة حماس وكتائب القسام، والى أمكنة تواجد المحتجزين الاسرائيليين الاسرى لدى حماس وفصائل اخرى.
في السياق، تجدر ملاحظة المسائل التالية:
- ان ثقل القرار الاسرائيلي بات بيد المجلس الوزاري للشؤون الامنية بصيغته الموسعة وليس كابنيت الحرب. أي يخضع للمصالح الحزبية لمركبات الائتلاف الحاكم ولرؤيتهم، وحصريا نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، بأن الاولوية هي لتعميق السيطرة في غزة والقضاء على حماس والبقاء العسكري وحتى الاستيطاني في قطاع غزة.
- تصريحات نتنياهو منذ 4/2/24 وتشديده على التفاصيل، سواء حول اشتراط نسبة تبادل 1:3 وأنه "لن يكون اطلاق سراح الاف" من الاسرى الفلسطينيين، وتصريحاته بان "مظاهرات عائلات المخطوفين [الاسرائيليين] تشوش على جهود الحكومة"، ورفضه القاطع وحكومته ايقاف الحرب، هي دلائل على النوايا الحقيقية لحكومة اسرائيل.
- تصريحات بن غفير لصحيفة وول ستريت جورنال الاحد 4/2/24 وتهجمه على الرئيس بايدن وتفضيل التعامل مع ترامب والحديث عن الاستيطان والتهجير في غزة ورفض "المساعدات الانسانية"، هي اقوال تتماشى مع مواقف نتنياهو ولا تتناقض معها، بل اقرب الى تقاسم الادوار، وهي تندرج في إطار مساعي نتنياهو والتي يبدو انه يحقق نجاحات فيها للإفلات من الضغط الامريكي، على الرغم من الدعم المالي الهائل الذي تنوي ادارة بايدن اقراره بنحو 14-17 مليار دولار، ومؤشرات تورط القوات الامريكية في المنطقة الامر الذي ترى به حكومة نتنياهو بأنه تشجيع لها نحو اشعال الاوضاع على الجبهة الشمالية. 
- نتنياهو يقرأ بدقة أن منسوب الضغط الامريكي في عام الانتخابات يجعلها أقل وقعاً وأثراً. كما انه يدرك ان "عقيدة بايدن" التي يجري الحديث عنها مؤخرا لن يكتب لها النجاح نظرا للأسباب المذكورة، ولان إسرائيل لن تقبل بدولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967 ولا بسلطة فلسطينية واحدة في الضفة والقطاع.
- بموازاة ذلك، يفلت نتنياهو من ضغوطات امريكية وغربية، من خلال تكثيف التصريحات بشأن دولة فلسطينية والاعتراف بها، في نهاية الحرب ونهاية مسار اقليمي تطبيعي، وحديث الرئيس بايدن عن أكثر من صيغة لحل الدولتين وعن تعدد الانماط الممكنة، وهو ما جعل نتنياهو يتحدث عن امكانية اعتراف بدولة فلسطينية لكنها فعليا تكون ابعد ما يكون عن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ووفقا لعقيدة نتنياهو وشروطه غير الممكنة.
- يدرك نتنياهو ان تزايد التصريحات الغربية بصدد دولة فلسطينية او حل الدولتين، هو بالأمر الهام من ناحية، ولكنه اشكالي من ناحية أخرى، طالما لا يتبعه خطوات حازمة وعملية، مما يحول هذه الاصوات الى زراعة الوهم في صفوف الفلسطينيين والعرب.
- تتعالى الدعوات في الليكود لتغيير تركيبة الائتلاف الحاكم اي التخلص من تيار الصهيونية الدينية لصالح انضمام حزب "يش عتيد" بقيادة لبيد وحزب "يسرائيل بيتينو" برئاسة ليبرمان، الا ان العقبة امام ذلك هي نتنياهو نفسه الذي لا يراهن على اي ائتلاف اخر لأنه يعني نهاية حكمه. ويبقى حزب شاس الديني الاجتماعي لليهود الشرقيين، فهو معني بحكومة وحدة قومية تنقذ الدولة وفقا له، والسؤال اذا كان معنيا باتخاذ موقف حازم في هذا الصدد.
في الخلاصة:
لا تبدو هناك بشائر لإقرار حكومة نتنياهو لصفقة تبادل اسرى ورهائن، واسعة وقريبة، بل كل الدلائل تشير الى ان الاتجاه الاسرائيلي هو اعطاء الاولوية بشكل قاطع لمواصلة الحرب والتي باتت عمليات الجيش فيها ترسم خارطة "اليوم التالي" من خلال الابقاء على التواجد العسكري واقامة منطقة أمنية على طول الحدود، ودفع النازحين نحو رفح وخلق مقومات للتهجير الجماعي.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب