قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الأربعاء، إن إدارة بايدن تستمر في محاولة كبح "تحمس" إسرائيل للرد بقوة على إيران من خلال التأكيد على أن الهجوم الصاروخي الإيراني "تم إحباطه من خلال أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية والأميركية".
وبحسب الصحيفة، فإن الكثيرين يتوقعون أن يكون الرد الإسرائيلي هذه المرة على إيران أكبر من الرد السابق، مشيرة إلى أن ذلك "يمثل اختبارًا جديدًا لإدارة بايدن التي تسعى لتجنب دوامة جديدة من التصعيد". ونقلت الصحيفة عن جوناثان بانكوف، وهو ضابط استخبارات أميركي سابق يعمل الآن في "مركز الأطلسي"، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، قوله إن "الولايات المتحدة تفتقر بالفعل إلى النفوذ الدبلوماسي الكافي للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة ولبنان". وأضاف بانكوف: "إن تجنب حرب إقليمية في أصعب مرحلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول".
ووفق الصحيفة، تعهدت إدارة بايدن بأن الولايات المتحدة ستضمن أن تواجه إيران "عواقب وخيمة" بغض النظر عن كيفية رد إسرائيل، وهي خطوة لم يوضحها المسؤولون الأميركيون بعد، لكن "وول سترين جورنال" نقلت عن بعض المحللين قولهم إن الولايات المتحدة تقصد بذلك "تعزيز تنفيذ العقوبات". ومع ذلك، لا يبدو أن أياً من ذلك سيجعل إسرائيل تتردد في الرد، وهو ما أكده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، عندما أعلن أن إيران "ارتكبت خطأً كبيرًا" و"ستدفع الثمن".
وأضافت الصحيفة "لا يُتوقع أن يكون رد إسرائيل مقيداً هذه المرة، على الرغم من أن بعض المسؤولين السابقين يتوقعون أن تظهر بعض ضبط النفس في اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران". ونقلت عن محللين، لم تسمهم، قولهم إن "الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية لللنفط من شأنه أن يرفع المخاطر بشكل كبير، وقد يؤدي مثل هذا الهجوم الجوي إلى استفزاز طهران لإطلاق وابل صواريخ أكبر، أو تنسيق هجمات ضد المصالح الإسرائيلية في الخارج، وزيادة برنامجها النووي، ما يسرّع طريق إيران نحو القنبلة".
وقال نورمان رول، وهو ضابط كبير في الاستخبارات الأميركية: "ستسعى إسرائيل لتعزيز فكرة أن تفوقها التكنولوجي ومهارتها العسكرية يسمحان لها بضرب أي هدف في إيران"، مضيفاً "من المحتمل أن تتجنب إسرائيل ضرب أهداف يمكن أن تشعل حرباً شاملة مع إيران". وتابع "ستتطلب الحرب مع إيران الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، إن لم يكن المشاركة من قبل الولايات المتحدة"، وأضاف "لا شك أن إسرائيل تدرك أن واشنطن ليست لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع".