راهن اليمين الإسرائيلي الفاشي الحاكم بقوة ووضوح وعلانية على التقديرات التي توقعت انتصار اليمين الفاشي الفرنسي في الانتخابات التشريعية المنتهية للتو.
ولم يكن الأمر على مستوى التصريح فحسب، بل ان الوزير عميحاي شكلي المكلف بملف يهود الشتات والهجرة قد عمل بشكل فعلي وحثيث وتحت الأضواء على تجنيد الأصوات لحزب اليمين المتطرف بزعامة ماري لوبين.
يقول مثلنا ان الطيور على أشكالها تقع، وقد وقع اليمين الفاشي الاسرائيلي على مثيله الفرنسي. لكن الأمل اليميني الإسرائيلي بانتصار ساحق لعنصريي فرنسا خاب.. وعم الاحباط عنصريي حكومة إسرائيل. فقد حقق اليسار الفرنسي التقدمي َوالشجاع نصرا ساحقا مشرقا قوّض وسحق احلام الفاشيين بالانفراد في صنع القرار السياسي في باريس.
واذا كان اتحاد عصابات الاحتلال والعنصرية والاستيطان في إسرائيل ظن ان فوزا قادما الفاشيين هناك سيدعم السياسة الخارجية الاسرائيلية المأزومة بل المهزومة، فقد ذهبت أوهامه ادراج الرياح، حين اعلنت رئيسة الكتلة النيابية لحزب فرنسا الأبية، أكبر أحزاب تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، ماتيلد بانو في تصريح عقب إظهار استطلاعات الرأي تقدّم تحالف الجبهة الشعبية الجديدة في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: "في الأسبوعين المقبلين سنعترف بدولة فلسطين".
إن الاكاذيب التي يسوقها ائتلاف الحرب الوحشية إلى المجتمع الاسرائيلي عن "إنجازاته" تتكشف كل يوم. فهذه الحرب العدوانية التي تترجم سياسة التوسع والاستعلاء والبطش الرسمية، قد اودت بالفشل السياسي الإسرائيلي المتراكم والزمن إلى حضيض جديد. وهو ما لن يتغيّر بدون الذهاب في درب التسوية السياسية واحترام وتطبيق جميع الحقوق الوطنية الفلسطينية.