ما يجري في غزة هاشم، من جرائم وحشية ومجازر دموية ترتكبها الآلة العسكرية الاحتلالية لحكومة الكوارث والعدوان والاستيطان بزعامة اولمرت وليفني وبراك، والتي حصدت المئات من الشهداء والجرحى وخلفت الدمار الهائل والتهجير، هذه الجرائم هي "هولوكست" وحرب ابادة جماعية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني العزل الذين يئنون تحت وطأة الحصار والجوع والعطش والمرض والقهر الاحتلالي.
ان هذه المجزرة، التي راح ضحيتها اكثر من ثلاثمائة وخمسينانسان فلسطيني، تضاف الى سلسلة المجازر والجرائم التي ارتكبتها قوات الهاغاناا والمؤسسة الصهيونية بحق شعبنا، بدءا بمجزرة دير ياسين والطنطورة مرورا بمجزرة كفر قاسم ويوم الارض وصبرا وشاتيلا ويوم الاقصى والروحة ومخيم جنين وقانا اللبنانية الاولى والثانية وما عدا ذلك.
وما يثير الالم والغضب والاستياء ان هذه الكارثة الانسانية التي حلت بابناء شعبنا في قطاع غزة تجري على مرأى ومسمع العالم، وفي ظل العار والصمت والتواطؤ والتآمر الرجعي العربي، وبدعم مباشر وغير محدود من الامبريالية الامريكية.
وفي الحقيقة، ان المحافل والاوساط الاسرائيلية الحاكمة التي تتحدى العالم باسره، استغلت شن عدوانها الهمجي وتنفيذ عملياتها العسكرية التدميرية واقتراف جرائمها الوحشية في غزة، وسط الخديعة والتضليل لمجلس الوزراء الاسرائيلي، واستغلال حالة الانقسام الفلسطيني بين حركة "فتح" و"حماس" والتي اضرت كثيرا بالكفاح التحرري الاستقلالي الفلسطيني، الى جانب التواطؤ المصري والعربي المعيب والمخزي حيال المشاريع الاستيطانية والممارسات الاحتلالية.
ولا ريب، ان هذا العدوان الاحتلالي البغيض على غزة الذي يأتي في ظل التنافس والتجاذب الحزبي والسياسي الانتخابي بين اقطاب اليمين الصهيوني، يستهدف ضرب الصمود الفلسطيني وكسر شوكة المقاومة الفلسطينية، ومصادرة حق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
ان التحدي الفلسطيني المطلوب لمواجهة العدوان الاحتلالي الصهيوني على غزة وافشال اهدافه السياسية يتمثل بانهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني وانجاز الوحدة الوطنية واعادة اللحمة الى صفوف الشعب الفلسطيني، اعتمادا على "وثيقة الاسرى" و"اتفاق مكة" بالاضافة الى وقف المفاوضات السياسية مع الجانب الاسرائيلي، اما على الصعيد العربي، فعلى وزراء الخارجية العرب الذين تداعوا للاجتماع يوم الاربعاء، لبحث تداعيات العدوان والقصف الاسرائيلي لغزة، فانهم مطالبون باتخاذ مواقف اكثر صلابة، واجراءات سياسية حازمة وعملية، وذلك بتفعيل المقاطعة الاسرائيلية ووقف عمليات التطبيع السياسي، وسحب السفراء العرب من اسرائيل، وكذلك الضغط على مصر لفتح معبر رفح امام فلسطينيي قطاع غزة.
فإلى متى هذا الصمت العربي البغيض لأنظمة العهر والعار والهزيمة، من المحيط الى الخليج، ويا خليل حاوي: الم يهز انتحارك النفوس الذليلة وعجيزة الانظمة والسلاطين العرب التي ما هزها قصف وحصار بيروت وغزة وجنين، فغزة تعرف تماما، كبيروت، ان الزمن العربي اخرس واصمت، وتعرف العواصم وملوك العرب وحكامهم، من قابوس حتى البقرة الضاحكة، حسني مبارك!.
واننا لعلى ثقة ويقين، بان الهزيمة للمحتل والمعتدي والنصر للشعوب المقهورة والمضطهدة والمناضلة من اجل الاستقلال والحرية، والفجر والفرح قادمان وآتيان لا محالة، وسوف تغسل غزة قدميها بماء البحر.
(مصمص)