news

فاطمة غزال.. الذكرى الـ 82 لاستشهاد أول امرأة فلسطينية في ثورة 1936



/ وفا 

قلقيلية - صادف امس الثلاثاء، ذكرى استشهاد أول امرأة فلسطينية في ثورة عام 1936، فاطمة خليل غزال، وكان عمرها قد تجاوز الخمسين عاما، حيث دارت معركة بين الثوار والحكومة البريطانية المنتدبة على فلسطين إلى الغرب من بلدة عزون في قلقيلية.
كانت غزال، في ذلك اليوم تنقل الطعام والماء للثوار المتحصنين في أطراف بلدتها عزون، حين رصدت القوات البريطانية تحركات الثوار، ونشبت معركة غربي البلدة، واستشهدت على أثرها تاركة وراءها ابنتين هما غزالة، وزهية، وولد واحد هو محمود غزال سويدان، من أبرز ثوار عزون في تلك الفترة، والذي استشهد بعدها بثلاثة أعوام فقط، بعد أن أعدمته قوات الانتداب البريطاني عام 1939 بالقدس بتهمة تصفية عميل لهم، ودفن في مقبرة الأسباط، بعد أن رفضت سلطات الانتداب نقل جثمانه إلى قريته "عزون".
وقال المواطن مفيد رضوان من قرية عزون، المولود في عام 1952: "سمعت من كبار السن أن الشهيدة فاطمة كانت أرملة، وكانت في كل يوم تحمل سلة من الطعام وخبز الطابون والخضروات إما مشياً على الأقدام أو على الدواب، وفي السادس والعشرين من حزيران، لعام 1936، فرض منع التجول على القرية، واشتد ضرب الإنجليز لتصفية الثوار وحصارهم، فدارت الاشتباكات في منطقة تقع بين عزون وعِسله تسمى "العقبة"، وقنصت المدرعات فاطمة غزال وكان معها الهمشري، فيما ضربت الطائرات ثوارا آخرين.
ولم تكن غزال وحدها من شهداء ثورة 1936 من عزون، التي قدمت شهداء آخرين، منهم: أحمد عبد الله القدومي، ومحمد مصطفى عنايا "أبو حمدة"، والعبد الهمشري عدوان.
وسميت أقدم مدرسة في عزون، باسم "مدرسة الشهيدة فاطمة غزال الأساسية للبنات" تخليداً لذكراها.
ويبين التاريخ الفلسطيني أن للمرأة الفلسطينية نضالات كبيرة منذ مؤامرة وعد بلفور، ومعاهدة سايكس -بيكو، فظهرت أسماء شهيدات بارزة إلى جانب فاطمة غزال، كطرب عبد الهادي، وميمنة عز الدين القسام, ونبيهة ناصر، وعقيلة البديري.
وبحسب المختصتين في الكتابة والبحث عن دور المرأة وطنيا واجتماعيا، الناشطتين النسويتين فيحاء عبد الهادي، وميسون العطاونة الوحيدي، فإنه وخلال ثورة عام 1936، اشتركت نساء المدن والريف معاً، بشكل متكامل بتقديم المساعدة والدعم المادي والمعنوي، وكانت تمدّ رجال المقاومة في الجبال والكهوف بالمؤن والعتاد العسكري وتنقل الأخبار لرجال المقاومة وتأخذ الأوامر والتعليمات منهم إلى الخارج بعيدا عن مراكز وقيادة المقاومة السرية، ونشطت الثائرات في نقل السلاح  وإخفائه وتنظيفه وتعبئته والتدريب على استخدامه وحمله والمشاركة في استخدامه، وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى.
وأضافت العطاونة وعبد الهادي، أنه رغم وجود تزمت اجتماعي في فترة الثلاثينيات، اقترن بلباس المرأة، وندرة اهتمام المرأة بالتعليم، وانتشار الزواج المبكر، إلا أن العمل السياسي أمد المرأة  بالجرأة والشجاعة والقدرة على المواجهة فخرجت من المظاهر الاجتماعية وتقييد الحركة وأعراف المجتمع، بالمظاهرات والمؤتمرات الشعبية والعربية وتأسيس الجمعيات والقيام وبالخطب الثورية والمسيرات والندوات التوعوية، كما قدمن تبرعاتهن من صيغهن وأموالهن ومنتوجات المحاصيل الزراعية لصالح الثورة.
///ص
صورة نادرة للشهيدة، ولافتة في المدرسة التي حملت إسمها.. وسارت على دربها