بادئ ذي بدء، وبعيدا عن السوفسطائية واللاواقعية، يجب ان نعود ونؤكد، ما يعرفه الجميع، اننا لمّا نزل في اوج خضم نضالنا المرير، من اجل الحصول على المساواة، والدمقراطية والعدالة الاجتماعية، والبقاء الحر الكريم، والاستقلال والسلم والسلام العادل والحقيقي ووو...
نضال، زميلاتي، زملائي، هذا الصباح، الذي سنظل ننتظره فجرًا جديدًا، مهما لفنا الظلام، دربه شاق، وقد يكون طويلا، ومحفوفا بالصعوبات والمخاطر حتى الى حدٍ لم يفلح فيه الحذر والحيطة دائما!!
وعليه، ففي مثل هذا الواقع الدقيق والمفخخ، لا بد ان نواصل القيام بمحاولاتنا الفكرية الجادة لنقد واقعنا الاجتماعي القائم، وحينما اقول- محاولة فكرية جادة!!- لأوّكد، ضرورة ووجوب اعتماد آلية التفكير العلمي الذي يقوم على جدلية الفكر والواقع، بحيث يستخرج الفكر مضمون مفاهيمه من الواقع ويصوغ تعريفاتها في سبيل تفسيره تعليلا وفهما – لماذا؟!! وهنا، علينا الاقرار بان واقعنا لا يفسح المجال لعمل العقل الواعي والرائي!! الذي من أُم مهامه!! ليس الدفاع والتبرير، بل التفسير والتغيير!! وايقاظ الوعي بالنقد والسؤال! وبجواب لا يغلق الباب بوجه اسئلة اخرى!! كل ذلك، بواسطة الكلمة المسؤولة والملتزمة، التي تعني الانفتاح على الحياة المتحركة المتجددة ابدا، وبهذا تتحول الى طاقة فعلية نابضة، وتصبح مرآة الانعكاس الصاقة للحياة، والعامل الموجّه والقوي والأمين لها... مما يمكنها من اخراج الذات من دوائر المدارات المسدودة والمغلقة، وخلق المناخات المؤاتية للنهضة، التي تسعى وتجدّ بلا هوادة، من اجل تحقيق الانسان بواسطة العقل، كل ذلك! وهي ترتدي ثوب المنهجية الجدلية والعلم!.
اتكاء على "عصا" هذه الحقائق الحياتية، واذا أقررنا جميعا، ان وجه مجتمعنا لما يزل" وجها داميا" يعاني من التفكك الاجتماعي، والتقوقع- عامة- في كهف تفكير القرون الغابرة، وتنخر جسمه سوسة التيار الطائفي والصراعات السلبية والهجينة وووو..؟!! ندرك، اننا بتنا بحاجة الى ثورة فكرية، تفرض التغيير بالتحدي، في سبيل قيام مجتمع، علماني، علمي، أممي، يعمل على انبعاث الفكر وانمائه.
وصباح الخير الى كل من سينضم عاملا، في مصنع الساعين سعيا خصيبا الى سعادة انساننا، ويرسم وجه مستقبلنا بخطوط وألوان تجعل أولوية الفكر تتصدر كل فعل تغيير...