عشية كل انتخابات أسمعهم يطالبون بالتغيير ولا شيء الا التغيير.. لوجعي يكون حديثهم عن التغيير المشتهى المنشود مصحوبا بالعنف الكلامي والتجريح والغدر واطلاق الرصاص.
ما اقبح محاربة الفساد بحِراب فساد جديد! مَن يفعل هذه الافعال همّه الاول والاخير الوصول الى الكرسي شغفا بالتزعم والتحكم، وفي هذا المقام يكون التغيير للاحسن غائبا عن صفحات معجمه.
كي نغيّر الى دائرة الافضل علينا استبدال اللاعدالة بالعدالة والتلون بالاستقامة والنفاق بالصدق والشقاق بالوفاق.
كي نغير الى الاحسن علينا شطب الرشى من حياتنا وشطب شراء الذمم من ضمائرنا.
ليس مذنبا المنتخَب الذي نرسمه عادة فاسدا بغيضا.. المذنب برأيي هو المنتخِب الذي يصبو الى التهام كعكة الحكم على حساب من يأكل لقمته الطيبة النظيفة بعرق الجبين والسعي الحسن!
المُنتخِبون الذين لا يخافون الله هم الذين يوصلون مُنتخبا لا يخاف الله الى سدة الحكم دورة بعد دورة.
إذا تعاضد المقترعون الطيبون على انتخاب الشخص المناسب للمكان المناسب يكونون من فئة الذين يخافون الله.. ولن يعترض احد على اختيارهم المناسب السويّ ولو حكم هذا مدى الحياة.
سألوني لماذا تعاند الآخرين وتسبح ضد التيار؟ لماذا لا تساند ابن عشيرتنا وتخطو معنا كما يخطو الكثيرون، فابن عشيرتنا على قرابة نسب من اصدقائك وهو ايضا من طائفتك؟!
في اجابتي على هذا السؤال تذكرت قصة المرأة التي جاءت الى معاوية والتي اعطاها ما شاءت وزادها.. ثم سألها:
أَوَ لو كان عليّ حيّا.. أكان يعطيك هكذا؟
فقالت المرأة: لا.. لأن عليًّا كان يخشى الله.