أيام سبعة من العدوان الوحشي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ، كتل من اللهب تلقيها طائرات العدو على بيوت المواطنين ومؤسسات الوطن ، أطنان من المتفجرات تساقطت على كل مدينة وقرية ومخيم في قطاعنا الحبيب ،،، مدافع البوارج الحربية وقذائف الدبابات ومدافع الميدان والصواريخ تحول الحياة في قطاع غزة إلى كتل من الجحيم ، مئات المواطنين بينهم الأطفال والنساء والشيوخ والشباب يسقطون شهداء الآلاف من الجرحى ينزفون حتى الموت، أسرة المستشفيات تغص بالمصابين الكهرباء والماء تنقطع عن الآلاف من المواطنين و مئات آلاف المواطنين يصطفون أمام الأفران بحثا عن لقمة خبز وغالبا ما تكون مغمسة بالدم إذا ما فاجأت الصواريخ المواطنين في مسعاهم هذا . الآلاف من الأسر دمرت منازلهم وتحولوا إلى مشردين إما في المدارس أو في الأماكن العامة أو أقاربهم، المساجد التي كان يؤمها الناس في مثل هذه الحالات باتت في دائرة الخطر ، الجامعات ومراكز الإغاثة لم تعد آمنة كل شيء في القطاع معرض للخطر تحت وطأة حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا الأعزل ، رغم كل ذلك فإن شعبنا لن يركع ويواصل صموده بلحمه الحي وعيونه ترنو نحو تحقيق مزيد من التوحد في مواجهة العدوان وتداعياته، باختصار شديد أكثر من مليون ونصف مواطن يواجهون خطر كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة وهذا يتطلب بذل كل الجهود لمواجهة هذه المخاطر وفي هذا الإطار حزب الشعب الفلسطيني أمس وزع بيانا جماهيريا في مخيمات ومدن وقرى القطاع دعا فيه لتشكيل لجان طوارئ شعبيه تعمل على توفير مقومات الصمود لشعبنا وتمتين الجبهة الداخلية وتفويت الفرصة على مراهنات الأعداء العبث بالوضع الداخلي وإرباكه وخلخته، فالكل موحد في مواجهة العدوان ، اللجان الشعبية التي ندعو لها تنتظرها مهام كبيرة تستوجب مشاركة وأسعه من قبل كل قوى شعبنا، وتجربة الانتفاضة الأولى عام 1987 حملت شهادة بالغة الأهمية في نجاح هذه اللجان في تعزيز صمود هذه المواطنين وتكريس مفهوم التعاضد والتكافل الاجتماعي.
جبهة اليسار الفلسطيني تداعت أمس ودعت لتشكيل اللجان الشعبية هذه وأوعزت لكوادرها وعناصرها بالتنسيق الميداني مع الجميع دون استثناء لمواجهة العدوان والتصدي له وقد بدأت الاجتماعات في كافة المحافظات بالعمل ذلك، إن المعركة في مواجهة العدوان طويلة وهي لا تقتصر على شكل واحد فكل الأشكال والوسائل مطلوبة لمواجهته ومنعة من تحقيق أهدافه، وشعبنا الفلسطيني بكل قواه مدعو للتوحد فبالوحدة فقط نهزم العدوان ونمنعه من تحقيق أهدافه.