news

اسرائيل انتصرت عسكريا وانهزمت اخلاقيا في حرب حزيران العدوانية


السلام يحتضر تحت الاستيطان!



في 5-6-1967 شنت اسرائيل بدعم الويلات المتحدة الامريكية الحرب الدموية العدوانية على مصر وسوريا وفلسطين وحققت الانتصار العسكري المدوي ولكنها هزمت اخلاقيا ولا تزال وتتجسد تلك الهزيمة دون وازع من ضمير او رادع انساني اخلاقي في اقتراف الجرائم اليومية من قتل وهدم واستيطان وفرض حصار واعتقالات ومداهمات وآلام واحزان وشقاء وتعاسة ونهب ولقد تمكنت بدعم من الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية من تسميم الاكثرية الساحقة من ابناء الشعبين بالعداء القومي حتى الجنون ومن التنائي والتجافي والخصام بدلا من التقارب والتلاقي والوئام، ووجدت العين لتبصر لا لتدمع وكوة للنور لا فوارة للدموع، كذلك فان لحن البكاء طارئ وليس حتميا كلحن الفرح، لكن حكام اسرائيل جعلوا العكس وقلبوا حياة الجماهير هنا وهناك الى الحان حزن وبكاء وذلك لانهم يصرون على ان تبصر عيونهم الطائرة حاملة للقنابل لتقتل وتهدم وتدمر وليس لتوزع الالعاب والزهور والاقلام والكتب والحلوى والرزم الغذائية على الفلسطينيين وعلى ان تستمتع انطلاقا من السادية بمناظر القتلى اشلاء مقطعة ونازفة والانقاض والمشردين والارض المحروقة والمنازل المدمرة، والمدافع تقصف وتدمر والشوارع محفرة ومزروعة بالالغام وهم بانفسهم صفوا في صفوف الانسان الذي بلا لب وتشاوفوا وتكبروا.
 فالانسان بلا لب كالسنبلة بلا حب ويصرون على ان يولم الموت ولائمه وفرضوا واقعا يقول ما عرفت الارض لها من مثيل فالدماء انهار والدموع بحار وتتسابق الاجساد الى معانقة التراب اشلاء وكأني بالأرحام تلقحت بالموت لتضمن الولادة السيئة الوحشية والعنصرية وتكره البشر وثدي الجسد لا يرضع الا الآمال الجهيضة وهذا امر حتمي لزارع الاحقاد والضغائن والبغضاء واشواك الانا والانكى يهنأ ويفاخر بحصاده المهول، والرسالة ليست التي يسطرها القلم على الورق ويرسلها بالبريد وينتظر الجواب فقط فهناك الرسائل المتجسدة بالاعمال فمن يحمل المعول وينكش الارض ويزرع ويكد ويعرق تكون غير تلك التي يحمل صاحبها البندقية ويقتل او يهدم ويدمر وهناك من يرى سعادته في رسالة تكديس الاموال او الجاه او البنين او العلوم او الصيت الرائع او السيئ ولكن كل ذلك يظل مرتبطا بالعمل فعندما يكون ما يعمله الانسان جيدا له وللغير تكون السعادة للاثنين وآن للشعب في اسرائيل ان يسأل حكامه السفاحين الفاسدين القتلة والنهابين له ولغيره وان يقول لهم متى تكفون عن التحديق بالتراب وتزرعون الاحقاد وتفتحوا القبور، متى تحولون عيونكم الى الشمس كي لا تروا ظلال اجسادكم بين الاشواك والجماجم، وطرح تلك الاسئلة في صالحه اولا فالاستقرار هو الهدف الذي يصبو اليه الانسان ولكن حكامهم رفضوا وما زالوا يرفضون سلوك السبيل السوي لعناقه فمن يقيم التخوم والحدود بينه وبين اخيه الانسان ومن يجعل قلبه حجرا وضميره يتآكله الدود، ومشاعره بهيمية وحشية لن يعرف الاستقرار والامن والامان.
 وكما ان العمال في المصانع والحقول وفي كل مكان توصلوا الى نتيجة انهم لكي ينالوا حقوقهم ويحسنوا احوالهم ويحصلوا على متطلبات الحياة لضمان مواصلة الحياة وبكرامة، عليهم الاضراب كوسيلة ضغط على المسؤولين المتخمين، فاهم خطوة يتخذها الشعب الاسرائيلي للخروج من واقعه المشبع بالعنصرية والاحقاد والاحتقار من الغير ولا مبالاة حكومة الفساد السادية والقتل الا اعلان الاضراب الشامل على الاقل في ذكرى حرب حزيران العدوانية ليستعيد انسانيته وينتصر اخلاقيا ويذهب برؤوس مرفوعة لملاقاة الاشقاء الفلسطينيين ويتوجهون معا متشابكي الايدي الى المستقبل الآمن والاستقرار الراسخ في كنف السلام العادل الحاضن للجميع بالمحبة والتعاون البناء وتعميق رؤية المشترك بين الجميع، وبناء على الواقع فان النظام القائم المصر على الاحتلال ونبذ السلام وان يكون مخلب الذئب الامبريالي، يريدنا جميعا من يهود وعرب ان نكون اسرى بشاعته وعنفه وجرائمه وان نسبّح بحمده فيصبح واجبنا ان نعمل جميعا ليس فقط لفك وتحطيم هذا الاسر وقيوده وانما لفك اسر الكلمة وسحبها من فم القاتل واذا كنا نسعى لان تتوهج امال الشعبين والاطفال فهذا يفرض علينا الصدق والالتزام بقول الحقيقة لافشال سعي وعمل من يعمل لقتل تلك الآمال، والمشكلة تكمن في ان حكام اسرائيل وهذا ما يزرعونه في شعبهم انهم يفكرون في السلام بمفاهيم الحرب فمتى يذوتون ان لا شعب في العالم يقبل بالظلم ويستكين له مهما بلغت قوة وبطش وعنصرية ظالمة ومن حق كل مظلوم ان يرد اذى كل ظالم عنه بالوسائل المتاحة والا فانه يكون نذلا وجبانا ولا يمكن لشعب ان يكون نذلا مهما كان ضعيفا.
 ولا مجال لشعب اسرائيل ان يفرح كونه يحتل اوطان شعوب اخرى، وكما اكدها مركس فمن يحتل ارض غيره هو نفسه لا يكون حرا وظلم حكام اسرائيل شعبهم نفسه بأيديهم من هزيمته اخلاقيا وتلويثه بالعنصرية والسادية وحب النهب والقبول بنهج العربي الجيد هو العربي الميت الى تحمل وزر الاحتلال وحرق الاموال بالاطنان بدلا من صرفها على تحسين الاوضاع، ويقول المثل البس المخرب يخاف من طقطقة السكرة، ولأنكم من الحكام لأن الاكثرية الساحقة من الشعب المؤيدة للحكومة وبالتالي لمواصلة ترسيخ الاحتلال، لا تشعرون بالامن والاطمئنان من اية حركة او كلمة او تململ من الجيران لدرجة منعهم من اقامة صداقات وعلاقات مع من في نظركم اعداء، ومتى يدركون ان السيف والمدفع والرصاصة والقنبلة هي مفاتيح الجحيم والقبور وليس الجنة والبساتين والمنتزهات العابقة بأريج اجمل الزهور، وان المدفع نذير الفناء وليس بوق البقاء، وان خيرات الارض لكل ابناء التراب وليس لحفنة من المتوحشين الذين على شاكلة البشر.
 نعم، متى تنتهجون النهج الانساني الذي يضمن ان تفيض الانهار لتروي كل التربة في كل مكان وليس الذي يضمن ان تغيض ينابيع جمالها والهامها وهناك من لا يعرفون من الغنى الا غنى الشاقل والدولار والدرهم والريال من منطلق ان المال سؤدد وسلطان ويحتقرون قول الغنى بالاخلاق ونظافة اليد والضمير والعقل والسلوك وجمالية القيم والممارسات والسمعة العابقة، لذلك انهزمتم في الحرب اخلاقيا وذلك عار وشنار عليكم وذلك يضمن تمهيد السبيل للتدهور الى مستنقع الفاشية فالى متى تتعاملون مع الارض كلنها مزرعة للالغام والقواعد العسكرية والطائرات الجربية والاحقاد والجثث ومنبت للشفار والنصال والمدافع والبنادق ومعقلا للخصام ولجيوش القتل وفكر التعصب والاستعلاء ومسرحا للدماء والملاكمة فكل ما في الارض يناديكم انهضوا قبل فوات الاوان ومدوا ايديكم النظيفة للفلسطيني للمصافحة وتعميق التآخي وتعزيز المشترك وتوطيد الوشائج مع المحبة والاحترام المتبادل والتفاهم فماذا لو وبالذات في ذكرى حرب حزيران العدوانية قررتم اقامة كرنفالات مشتركة لاطفال الشعبين وهم يحملون الورود والدمى والالعاب وتتمازج ضحكاتهم البريئة معا ويطيرون الطائرات الورقية معا ويلعبون في الملاعب، وماذا لو اقمتم المدارس المشتركة للطلاب اليهود والعرب ووضع المضامين والمناهج الموطدة للوشائج بينهم وتعميق احترام الواحد للآخر.
 وهنا لا يسعني الا الدعوة الصادقة للجماهير اليهودية والعربية للالتفاف حول الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي اليهودي العربي الاممي، لان افكارنا وبكل بساطة هي التي ترى في الانسان الاخ لاخيه وفي جبل الوجود هي مناقب قيمة حقيقية وكلها تؤدي الى القمة الانسانية العاشقة للانسان سعيدا ومحترما ومكرما ومعززا ومفاخرا بنهجه الانساني الجميل وبناء على الواقع فان افكارنا اليهودية العربية الاممية هي التي تفكهم جماهير وقادة من سحر اللحود لينعموا بسحر الوجود ويسحرهم بجماله فصلب الاخوة هو المحبة فلماذا يؤاخون الفساد والشرير والسفاح والقليل الخير وينبذون الكثير الخير والجميل واخوة لا تنز الا القيح والجشع عندما تكون للسلاح والحقد والعنصرية ويا ويل العالم من الغرور الاسرائيلي الذي يصر على دوس القيم الانسانية وحسن الجوار والسلام ويفضل تبني العنصرية واللصوصية والاغتصاب وهو كناطح صخرة ليوهنها فلم يضرها واوهى قرنه الوعل.