هناك موقف فلسطيني رسمي اعتبر أن الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار لحماية الشعب العربي الفلسطيني (والذي يجدر التطرق اليه مرارا من عدة جوانب)، هو "سقطة أخلاقية أخرى لأمريكا". لكننا نرى أن الأمر يتجاوز هذا الإطار، بل هذا المنظور برمته. فليست هذه مجرد سقطة، وكأنّ واشنطن تسير برشاقة على خيط الاستقامة المنهجية ولكنّها زلّت فجأة.. بل إن هذا الموقف الأمريكي الوقح والعنصري هو هو المسار والمنهج التاريخي لهذه القوة الإمبريالية المعادية للشعوب العربية ولكل الشعوب المظلومة.
فليس هذا استخداما "يتيما" لحق الفيتو في خدمة غير الحقّ.. بل هو الفيتو الأمريكي رقم 50 (خمسون!) تقريبا الذي جاء لحماية سياسات الاحتلال والتوسع والاستيطان والعدوانية والحربجية الاسرائيلية. وهذا يجب أن يحتم إعادة حساب المسار "من رأسه لأساسه" في التعاطي مع السياسة الأمريكية، التي تثبت "مثابرة لافتة" في انحيازها للظلم والظالمين ضد المظلومين والمغبون حقهم في هذه البلاد المنكوبة.. أصلا، وسنظل نكررها، ما كان هذا الاحتلال الاسرائيلي سيبلغ خمسة من عقود القمع والبطش والغطرسة لولا السند الأمريكي؛ ولولا التواطؤ العربي ونخصّ بالتحديد أنظمة الرجعية التي تحظى عروشها هي الأخرى بنفس "السند والحامي".. إنها نقطة التقاء مشتركة متينة ومنتنة بين حكّام إسرائيل وحكّام النفط والغاز العرب!
وفي هذا السياق يصح التوجه بكلمتين لرهط فلسطيني ضاجّ يعتاش من أنظمة الحظيرة الأمريكية إياها، ويصمت "بمثابرة" على جرائم واشنطن بينما يروح يهاجم بكثير من الجلبة الضاجّة خصمها الدولي الأكبر، روسيا.. ويتحيّن الفرص بمراهقة ليثبت أنها "مع إسرائيل".. الطيش في السياسة فعلا أمر مؤسف..
نريد أن نسألهم: من الذي وقف مع مشروع القرار الأخير (الكويتي) الداعي لحماية الفلسطينيين؟ ومن الذي صوت ضد مشروع القرار الأمريكي؟ أليست روسيا، وليس من باب الاستثناء بل كقاعدة ثابتة استراتيجيًا في توجهها نحو فلسطين وقضية شعبها وحقوقه؟ لذلك، فقبل أن تهاجموا "الحزب" على موقفه من روسيا، تخلصوا وتجردوا وتنظّفوا من تبعيتكم الوضيعة لخدَم أمريكا في سواحل الجزيرة العربية..، ابتعدوا عن خندق الراعية الكبرى لأعداء شعبكم الذي تزايدون باسمه بشكل لا يُطاق على الجميع، فيما أنتم تغوصون عميقا في عفونة وحل الخندق المضاد!