news

"الحساب عند زك الصرامي"

خزنة النمر (ام جهاد) خزانة تختزن في جوفها حزمة من المصائب التي يعجز الزمن عن تبريد حرارتها، فجدها "محمود السبع" عذبه جند الانجليز مع عدد من شباب القرية بتعريتهم ووضع الواح الصبر على اجسادهم العارية والدوس عليهم ببساطيرهم، فانطرش محمود السبع وانعمى الياس السكس. والتهمة كانت ان الثوار من شباب القرية نصبوا كمينا لقوة المستعمرين عند طلعة "الليات" قرب مجد الكروم وقتلوا وجرحوا عددا من جيش الغزاة. وطرشه لم يمنعه من القاء بارودة الثورة واستشهد محمود السبع وثلاثة من اخوته الثوار عند بوابة احدى المستوطنات الصهيونية. اما زوجها مصطفى النمر الذي تزوجته عن محبة غصبن عن اولاد عمها الذين "تحروها"، فكان يردد قبل وعشية كل مواجهة لثوار بلدنا ومنطقتنا مع القوات الصهيونية والاستعمارية الانجليزية "جاءك يا بلوط من يعرفك"، و"الحساب عند زك الصرامي" عندما تبدأون يا صهاينة بعد خسائركم بعد المعركة. بعدما خلفت ابني جهاد طوق جند الصهاينة والانجليز بيتنا، فسد عميلهم "الجربوع" على ثوار البلد، كان ابو جهاد ينغنش ويلاعب بكره جهاد، خلع الهمج الباب، سارع ابو جهاد بامتشاق بارودته بعيدا عن سرير جهاد حتى لا يصيبه مكروه، قاوم حتى استشهد وبعد ان قتل اثنين من المستعمرين.
وفي النكبة استشهد اخي "باسل" وزوجته "آمنة" وهدمت بلدنا ووصلت مع وليدي الى قرية جديدة القريبة من قريتنا المنكوبة ونصب لي اولاد عمي "براكية" من الزنك بجانب بيوتهم. وبحكم طرف القرابة مع ام جهاد قمت بزيارتها، فكرت انها زيارة "شهر المرحبا" الانتخابية، قالت بلهجة العتاب، الذهب لا يصدأ كالتنك، عمري ما صوتت يا قريبي الا للحمر. ابني طالع اعند من ابيه، الله يرحمه، اعند من جحش جارنا "ابو فيصل" عندما يحرن، يقاطع دائما الانتخابات البرلمانية بادعاء انه ينتقم بهذا الموقف لوالده وجده وخاله ولجميع الشهداء واللاجئين المنكوبين، وانه لن يصوت لبرلمان صهيوني، ودائما عندما تفتح سيرة الانتخابات يردد جهاد مقولة والده "الحساب وقت زك الصرامي" يا حكم الصهيونية وان دولة فلسطين آتية لا محالة بعد زوال احتلالكم للضفة والقطاع والقدس وان عودة اللاجئين حق لا عودة عنه. واريد ان ابشرك يا قريبي ان ابني جهاد غير رأيه، الظاهر ان فظاعة مجازر وجرائم المحتل في قطاع غزة والتكشير عن انياب الوحش الفاشي العنصري ضد جماهيرنا قد اثرت على موقفه. قبل ثلاثة ايام، وبعد صلاة المغرب، عزمت ابني جهاد وزوجته صابرين وابنه مصطفى وابنته خزنة على اكلة "مقلوبة بالفريكة"، بعد العشاء قال جهاد "تعالي يما" اقتربت منه، سحب من جيبة جاكيته صحيفة وقرأ "قادرون معا – بقاء نحميه ومستقبل نبنيه"، اخذ نفسا طويلا وقال "آه.. ما اصدق هذا الشعار الذي يعكس ويجسد، الاصح يجب ان يجسد ويعكس موقف وتطلعات كل انسان مخلص فعلا لقضايا وحقوق شعبه، صحيح يا حمر انه بوحدة الصف الكفاحية التي كنتم روادها وقادتها ضمنتم البقاء للبقية الباقية من شعبنا المنكوب فوق تراب وطنه وافشلتم مختلف مخططات التطهير القومي الصهيونية، واليوم انتم رأس الحربة في المعترك الكفاحي ضد قوى الفاشية العنصرية والترانسفيرية الصهيونية التي تتطاول على حق شعبنا وجماهيرنا في الوجود والتطور، فبالوحدة الكفاحية نصون ونحمي جذور بقائنا ونضمن مستقبلا افضل نبنيه فوق تراب وطننا – لن اغرد يا امي بعد خارج سرب السنونو، ولا حياد في جهنم، لن اكون خارج صف "قادرون معا" سأزور لاقرأ الفاتحة على قبر الرفيق احمد قاسم كيال وازور ابو طارق خالد المريض واقرأ الفاتحة على قبر الرفيق سمير جبر وازور الرفاق امين بصل وعلي مصري وعطا ارشيد وحسن كيال وابو غسان سكس ومنهل مصري وابو ادريس التيتي وابو غسان صالح ابو عيشة وباقي رفاق الحزب والجبهة ولاقول لهم جهاد تحت امركم في معركة الجهاد العادلة!
- قلت: الثمرة لا تسقط بعيدا عن شجرتها، هذا الشبل من ذاك الاسد، وحفيد الشهداء موقعه الطبيعي في صف طريق الوطنية الكفاحية والكرامة الوطنية. املنا ان يساهم جهاد ورفاق دربه في دعم وزيادة التمثيل الجبهوي وان يكون حساب الاحزاب الصهيونية "عند زك الصرامي" بكنس التأييد لها وزيادة التصويت بين العرب.