*ملاحظات حول التقرير الذي نشره الأخ غالب كيوان في العدد الأخير من "المدينة" عن اتفاق التعاون المزعوم بين الجبهة وبين يوليا شترايم وحزبها!*

 

 

قضية يوليا شترايم..من البداية!

لقد علمنا بعد الانتخابات مباشرة أن  كتلة "يسرائيل بيتينو" الممثلة بالسيدة  يوليا شترايم  ستدخل في الائتلاف البلدي. فأسرعت الجبهة وأرسلت إلى رئيس البلدية  رسالة وقع عليها الرفيق عصام مخول، جاء فيها ما يلي:
لكي  نضمن دخول الكتل المختلفة إلى الائتلاف، يجب  أن يكون دخولها الائتلاف مشروطا بتخليها عن  الأفكار العنصرية بما فيها المواقف التي تنادي بالترانسفير أو عدم شرعية الجماهير العربية أو أي جمهور آخر.
وعليه، نتوجه إلى حضرتكم  أن تدخلوا في الاتفاقيات الائتلافية التي ستُوقع مع الكتل المختلفة الفقرة التالية:
إن جميع مركبات الائتلاف ملزمة بقيم المساواة، الديمقراطية والعيش المشترك وباحترام جميع سكان المدينة اليهود والعرب، النساء والرجال، الشباب والكبار، العلمانيين والمتدينين وأبناء جميع الديانات.
إن مركبات الائتلاف ترفض أية ظاهرة عنصرية، وتتخلى عن أية تفوهات تنادي بالترانسفير التي نسمعها ضد الجمهور العربي، كذلك تلتزم بالتخلي عن كل قول يحاول المسّ بشرعية أجزاء من الجمهور الحيفاوي، على أساس الانتماء القومي والعرقي  واللون والجنس والدين".
 إلى هنا الرسالة التي أرسلتها الجبهة إلى الرئيس يونا ياهف.

 


وتجاوبا مع هذا المطلب الهام، أجرى رئيس البلدية تعديلا على الاتفاق الائتلافي يتضمن بندين بهذا الخصوص(9 و10)، وألزم جميع الكتل الائتلافية بالتوقيع عليه.
   ففي البند التاسع من الاتفاق الائتلافي الذي وقعت عليه جميع الكتل الائتلافية (بمن فيهم يوليا شترايم) نقرأ الفقرة التالية:
   "الالتزام بقيم المساواة والديمقراطية، عبر الحياة المشتركة القائمة على الاحترام لجميع سكان المدينة، يهود وعربًا، علمانيين ومتدينين، نساء ورجالا، شبابا وكبارا على مختلف عقائدهم ودياناتهم".
   وفي البند العاشر نقرأ الفقرة الآتية:
   "رفض أية ظاهرة عنصرية، ولا سيما نفض اليد من جميع أنواع التفوهات العنصرية التي تطلق ضد الجماهير العربية، والتخلي عن أي تفوه بكلام  يمس بشرعية أجزاء من الجمهور الحيفاوي، بغض النظر عن الانتماء القومي، العرقي، اللون، الجنس والديانة".
   وقد ألزم رئيس البلدية جميع الكتل التي دخلت في الائتلاف أن توقع على هذا الاتفاق. فوقعت عليه كتل الليكود والمعراخ وشاس والمفدال ونيتو والشباب ويهدوت هتوراه وحيفا بيتينو (يوليا شترايم). جميع هؤلاء وقعوا على اتفاقية الائتلاف بعد أن نجحت الجبهة في إدخال البندين آنفي الذكر اللذين ألزم بهما رئيس البلدية جميع الكتل للتوقيع عليهما.
   وبعد هذا الإنجاز الهام الذي تجاوب مع مطلبنا أصبح ممكنا أن نصوت على تعيين جميع نواب الرئيس بلا استثناء.

 


   لم نكن لنتوهم أن تصبح يوليا شترايم، أو غيرها،  حمامة سلام بمجرد توقيعها على هذه الاتفاقية مع رئيس البلدية. غير أنها خطوة كان لا بد أن نبادر إلى اتخاذها للجم التفوهات والتصريحات الترانسفيرية العنصرية المنفلتة التي كانت وما زالت تطلق صباح مساء ضد الجماهير العربية الباقية في وطنها.
    بالنسبة لنا، فإن هذين البندين على غاية كبرى من الأهمية تجاه الحاضر وتجاه مستقبل هذه المدينة الجميلة التي يطيب العيش فيها.
   أما "اتفاقية التعاون الموقعة بين الجبهة ويوليا شترايم وحزبها"، فتذكرنا بالـفرية الساقطة عن "الاتفاقية المبرمة بين الأستاذ فتحي فوراني وبين الجبهة والتي بموجبها سيستقيل الأستاذ فتحي فوراني بعد الانتخابات"!!
   فمن أين جاء كاتب التقرير الكريم بهذه "الاتفاقية" الجديدة!؟
   لا نجد الكلمات المناسبة للتعليق على هذه البدعة!
   ولا نملك إلا أن نقول بكل بساطة: لا أساس إطلاقا لمثل هكذا "اتفاقية". نحن نتحدى المفبركين أن يبرزوها وينشروها.  ونحن نعتبر هذا افتراء آخر وتجنّيًا كبيرا على الحقيقة وإساءة بالغة للشركاء في الخندق الواحد. ولا نريد أن نقول أكثر من هذا. وننصح الآخرين أن لا يفاجئونا مرة ثالثة بمثل هكذا بدعة!
   نحن نعتقد أننا يجب أن نتحلى بالمسؤولية، وأن نكون حذرين في التعبير اللغوي وأن نتوخى الدقة والصدق في نقل المعلومات والحقائق، لا أن نخترع "حقائق" غير موجودة أصلا، ونحاول أن نسوّقها على أنها حقائق ناجزة!! لأن المعلومات الخاطئة والمفبركة شاهد على نوايا غير سليمة، ومن شأنها أن تلحق أبلغ الضرر بالعمل المشترك، حاضرا ومستقبلا، للشركاء في الهمّ الواحد.


نحن والائتلاف


    تشكل الجماهير العربية أكثر من ثلاثين ألفًا  في هذه المدينة. ونحن جزء عضوي وهام وأساسي من نسيج هذه المدينة ثنائية القومية. نحن جزء من تاريخها وحاضرها ومستقبلها، ولنا فيها جذور تاريخية واجتماعية وحضارية.
ونحن في الجبهة نكافح كفاحا عنيدا حتى نكون شركاء في إدارة هذه المدينة المشتركة. لن نكتفي بالمطالبة، حتى يتكرم علينا الآخرون ويلبوا  مطالبنا. نريد أن نكون شركاء في إدارة المدينة، وشركاء في اتخاذ القرار في كل ما يتعلق بجميع السكان في هذه  المدينة..ولا سيما أبناء شعبنا الذين وضعوا ثقتهم فينا وأوصلونا إلى هذا الموقع في المجلس البلدي.
نريد أن نشارك في اللجان البلدية المختلفة كاللجان ذات العلاقة بالقضايا التي تساهم في حل مشاكل شعبنا والتي تعالج  قضايا الأرنونا والتخطيط والبناء والقضايا الاجتماعية والشبابية وقضايا التربية والتعليم والبيئة وغيرها. ونريد أن نكون في مواقع التأثير لخدمة الطبقات المسحوقة  التي تشكل الجزء الأكبر من أبناء شعبنا. أما الغير فيريدون عزلنا ويسعون لإخراجنا من الخارطة الاجتماعية والسياسية والبلدية وحتى الوجودية في هذه المدينة..مثل السيدة "الفاضلة" يوليا شترايم!!
وحتى يتم تحقيق حقوقنا المشروعة ونصل إلى هذه اللجان وإلى مواقع التأثير ونحصل على ما نتطلع إليه، فإن ذلك لا يتم بسهولة. إنما نحصل عليه بعد نضال عنيد وبشقّ النفس، وبعد السير في الحقول الشائكة والمليئة بالألغام..ولا سيما في هذه المدينة ثنائية القومية..وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية.

 

 إن ما نحصل عليه ليس  منّة أو مكرمة أو أريحية من أحد. إنه حقنا الذي نستمده من انتمائنا إلى شعبنا وإلى وطننا وإلى جميع الفئات العربية واليهودية التي نمثلها والتي أوصلتنا إلى هذه المواقع.

 

أما يوليا شترايم فقد عزّ عليها أن نشارك في المظاهرات التي تستنكر المجازر ضد أبناء شعبنا في غزة، واعتبرت هذا نوعا من "الوقاحة وتجاوزا للحدود، وعملا ضد الدولة وضد تساهل".  وهددت بالعمل على سد الطرق أمامنا في البلدية عقابا لنا على "سلوكنا" الذي لم يعجبها وتوعدت بـ"ترانسفيرنا"  من الخارطة البلدية.
نحن نعتقد أنه إذا سمحت هذه السيدة "الفاضلة" لنفسها أن تنفلت وتهدد بالعمل على "طردنا" من البلدية، فنحن نرى أن من حقنا، بل من واجبنا،  أن نطلب من رئيس البلدية أن  "يلتقطها" ويرمي بها خارج الائتلاف..وأن يلقي بها إلى حيث ألقت..!!
ونحن نطلب من السيد يونا ياهف، إذا كانت حريصا فعلا على الحياة المشتركة وعلى المستقبل الأفضل،   أن يتخذ الموقف المسؤول والصريح والعلني، وينظف البلدية من لوثة العنصرية المسمومة التي تلحق أشد الضرر بالعلاقات بين الشعبين في هذه المدينة وفي جميع أنحاء البلاد.

 

 وإذا كانت مواقفنا المبدئية لا تعجب البعض الذي ينكر علينا حقنا في التعبير عن الألم الإنساني وحقنا في التعبير عن انتمائنا، فليبحث عن مكان آخر خال من العرب يكون فيه اللاعب الوحيد في الساحة! ويستطيع أن يتكلم فيه اللغة التي يشاء!
 أما نحن فباقون في بلدية حيفا وباقون في المدينة رغم أنف العنصريين. ونحن باقون في الكنيست وباقون في وطننا وفي مدننا وقرانا..رغم أنف الترانسفيريين. ويستطيع الآخرون أن يبحثوا عن مكان يطيب لهم العيش فيه!

 

نحن ما زلنا، حتى كتابة هذه السطور، في المعارضة وخارج الائتلاف!
وكان صوتنا الصوت العربي الوحيد في الجلسة البلدية التي ناقشت الميزانية الذي قال "لا" للميزانية لأنها لا تتجاوب مع مطالبنا، وصوّتنا ضد رفع ضريبة الأرنونا لرفع المعاناة عن الطبقات المسحوقة من أبناء شعبنا.
وليس أمامنا إلا مواصلة السير على هذا الطريق والعمل على إيجاد أفضل السبل،  من أجل أن نخدم شعبنا الذي وضع ثقته فينا. ومن أجل أن نخدم مصالحه الحقيقية تحقيقا لطموحاتنا نحو حاضر جميل ومن أجل مستقبل أجمل!