news-details

كلمة الاتحاد| إرهاب الاحتلال برمضان في القدس

المخطط بات مكشوفا أكثر، رغم معرفة خيوطه مسبقا، الاحتلال يريد القدس المحتلة فارغة من أهلها في شهر رمضان المبارك، لإبقاء الأجواء العامة جاهزة للفصح العبري، والسيطرة على الأجواء العامة للمدينة. وهذا هو السبب الحقيقي لعدوان الاحتلال على المقدسيين وزوار المدينة، منذ الليلة الأولى لشهر رمضان المبارك، على المحتفلين في الباحة قبالة باب العمود، المعروفة منذ عشرات السنين، أنها إحدى ساحات التقاء المقدسيين في مناسباتهم الدينية والاجتماعية والوطنية.

في العام الماضي، بدأت هذا حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، وفي العام الجاري، تواصل هذه الجريمة حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت، التي يشارك فيها بشكل فاعل، الذراع البرلماني للحركة الإسلامية الجنوبية، "القائمة العربية الموحدة"، بزعامة عضو الكنيست منصور عباس. 

لا يوجد أي تفسير لتضييق مجال الحركة في الباحة قبالة باب العمود، سوى أنهم لا يريدون التجمهر الفلسطيني، لينفلت جنود جيش الاحتلال بعدوان شرس، على المتواجدين والمارين من مختلف الأجيال، بالذات بعد انتهاء صلاة التراويح، التي تجمع آلافا مؤلفة في المسجد الأقصى المبارك، وغالبيتهم تتجه في خروجها من البلدة القديمة، من باب العمود المركزي.

والسيناريو كما كان في العام الماضي، وزاد عليه في حينه الحراك لحماية حي الشيخ جراح، هو فرض قيود على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، في هذا الشهر، الذي تكثر فيه الصلوات والشعائر الدينية. وستكون القيود أشد على المصلين من الضفة الغربية المحتلة، وستكون ذريعة الاحتلال لقيوده، ما يسمونها في قاموس الاحتلال "مواجهات".

إن عبارة مواجهات في الحالة القائمة في القدس وسائر الضفة المحتلة، هي عبارة تخفي الجريمة الأساس: عدوان الاحتلال على كل بقعة في الضفة والقدس، رغم معرفتنا أن استخدام هذه العبارة عربيا، على الغالب ليس بهذه النية. 

لا يمكن أن تبقى القدس وحيدة، في ظل هذا العدوان، الذي يريد تنغيص فرحة الناس وحرمانهم منها، وتقييد حرية العبادة، في إطار محاولات الاحتلال لتغيير هوية القدس، عاصمة دولة فلسطين، رغم أنف الصهيونية وجرائمها. 

يحل عدوان هذا العام، في ظل حكومة تزعم التغيير، ولكنها تغيير الأسماء، مع استمرار ذات السياسات الصهيونية. لقد عرّى نهج هذه الحكومة حقيقة الأحزاب الشريكة، التي تزعم أنها خارج إطار اليمين الاستيطاني، مثل حزبي "العمل" و"ميرتس"، أما قائمة منصور عباس، فلم تعد حاجة لكلام أكثر، فنهجها يقول حقيقتها.

إن حكومة الاحتلال تتحمل مسبقا ووحدها، كامل المسؤولية، عن تبعات هذا القمع والاضطهاد، هذا العدوان الشرس الإرهابي، الذي يسعى لسرقة الناس حقها في الحياة، حتى تحت حراب الاحتلال.

أخبار ذات صلة