في موسكو الجميلة بقصورها وجمال صروحها يلتقي السائح بجمال مسكوب على هياكل بنات حواء، والحديث هنا لا يقتصر على الفتيات في سن الشباب بل يشمل من تجاوز العقود الستة من العمر. في روسيا يقرأ السائح اعلانات عن صالات عروض الازياء حيث تتمايل سيدات ادركن الكهولة مما يؤكد ان الجمال والرقة والاناقة ليست حكرا على فئة عمرية محددة. في سهرة قضيتها في احدى صالات هذه العروض وجدتُ ان المرأة تبقى متألقة وبكامل جمالها طالما تتوفر لديها الارادة او الرغبة بأنها إناء للحيوية والفتنة. ما ادهشني وأنا في صالة العرض عرض قدمته عارضات ازياء اصغرهن تجاوزت العقد السادس من عمرها وكانت بغية منظمي هذا العرض ابعاد شبح الكهولة والشيخوخة من عالم المسنات او الجدات الحبيبات... اعلمَنا مخرج العرض ان الفكرة هندستْها وكالة باسم "فوزراست نت" ومعناها" لا شيء اسمه كبر السن". اثناء دخولي القاعة وجدتُ منشورا يرشد الحاضرين مشيرا ان هذه الوكالة تتعاون مع ناد في موسكو اسمه "نادي الجدة الخارقة" تنتسب اليه سيدات في مرحلة التقاعد لكنهن يملكن النشاط والحيوية، هذا النادي يعلم اعضاءه فن الحياة.. يتحدث المنشور عن هوية عضوات النادي المتقاعدات فبينهن طبيبات ومحاميات ومدرِّسات وربات منازل يتعلمن مساقات اسبوعية داخل باب كتب عليه: "كيف يمكن ان تستمتع المرأة بالحياة في اية مرحلة من مراحل العمر؟". والسؤال: متى تقام هكذا نشاطات في مجتمع يحرم نساءه الكثير الكثير من حقوقهن ويتركهن قابعات في اوضاع حياتية نمطية ومعايير مكررة تقليدية او تقاليدية؟! متى تأتينا هذه الثقافة الروسية؟ متى يدق هكذا غزو ثقافي ابوابنا حيث تُعامَل المرأة كمواطنة غير مرغوب بها وهي التي في عيون ذكورنا طمْسها حلال وحريتها حرام؟!