news

غـزّة العزّة من قرانا إلى حصن تل أبيب، هذا هو دورنا وواجبنا

"ما الذي خبّأتموه لِغَدٍ
يا من سفكتم لي دمي
وأخذتم ضوء عيني وصلبتم قلمي
واغتصبتم حقَّ شعبٍ آمِنٍ
لم يُجْرِمِ
ما الذي خبّأتموه لِغَدٍ
يا من أهنتم عَلَمي
وفتحتم في جراحاتي جراحا
وطعنتم حُلُمي
ما الذي خبّأتموه لِغَدٍ...
إنّ غدًا لم يُهْزَمِ
..
إنّ غدًا لم يُهْزَمِ
إنّ غدًا لم يُهْزَمِ"

(توفيق زيّاد)


بلغ عدد شهداء أبناء شعبنا، أبناء شعبنا، مائتين... مائتين وخمسين... ثلاثمائة شهيد... والأخبار تتلاحق.
وبلغ عدد الجرحى مائتي جريح في وضع خطر قد يستشهد عشراتهم أثناء الليل.
300 شهيد- هو العدد الأكبر من الشهداء في مجزرة واحدة، منذ بداية الصراع بين شعبنا والحركة الصهيونيّة.
هو 300 عائلة: ابن؛ ابنة؛ أمّ؛ أب؛ أخت؛ أخ... وكلّ شهيد هو عالَم بأَسْره وأُسَره. هو حكاية حياة وموت. حكاية انكسار لا تندمل مدى الحياة.
هكذا ينتعش دراكولا الإسرائيليُّ ويقدّم دماء المئات على مذبح انتخاباته؛ فدراكولا يحبّ القائدَ القويّ. "قائد قويّ لشعبٍ قويّ"- هكذا خرج نتنياهو بدعايته الانتخابيّة حذو النعل بالنعل بيوشع بن نون، وهكذا يرفع المجرم باراك من أسهمه، لتبزّ أقرانها، فتَنْضاف المئات الثلاث الحاليّة إلى قافلة ضحايا باراك: كمال ناصر، كمال عدوان، محمد أبو يوسف النجار، أبو جهاد، شهداء الانتفاضة الثانية، والثلاثة عشر شابًّا في أكتوبر 2000.
قبل نصف سنة، انتهينا من جمع ربع مليون توقيع على مقتل ثلاثة عشر شهيدًا في أكتوبر 2000. والفلسطينيّ الذي يناضل في سبيل جمع ربع مليون توقيع، بعد مرور سبع سنوات على مقتل ثلاثة عشر فلسطينيًّا يحملون الهُويّة الإسرائيليّة، هذا الفلسطينيُّ لا يكتفي بيوم غضب واحد على مقتل 300 فلسطينيّ غزّيً!
لنملأ الدنيا بنشاطاتِ غضبٍ ومعنى، ولن نستكين حتى يتوقّف سفكُ الدماء فورًا، وسفكُ سائر الحقوق فيما بعد.
نحن نعرف أنّ "غزّة هاشم لن تركع للطيّارة والمدفع". ونعرف أنّهم تمنّوا أن تغرق في البحر؛ لأنّها تعرف كيف تُغرِق الاحتلال في البحر. نحن نريد أن نخرج إلى الشوارع، لا للتنفيس وَ "التفشيش" فحسب نريد لنضالنا دلالة وتأثيرًا.
ينبغي أن تتواصل الفعّاليّات في كلّ القرى والمدن العربيّة، من مظاهرة إلى توزيع منشور، إلى مهرجان محلّيّ... وستبقى هذا النشاطات الضروريّة منقوصةً إن لم نتجنّد كلّنا في مظاهرة جبهوية يهوديّة عربيّة في حصن تل أبيب، ربّما كان هناك من يخطّط لكي نتظاهر في قرانا فقط وننفّس عن غضبنا في بيتنا وكفى الله المؤمنين القتال، علينا أن نصل نضالاتنا الهامّة والضرورية في قرانا بمظاهرة الجبهة في قلب تل أبيب نهاية هذا الأسبوع، مظاهرةَ تعجّ بألوف بالعشرات، ولنتذكّر جيدًا أن شعبنا الفلسطيني له دوره الأساس في مقاومة الاحتلال وأن الشعوب العربية لها دورٌ مركزي في التأثير على أنظمتها المتواطئة وتهديدها وتهديد أسيادها تاليًا، ولكن لنا دورًا لا يستطيع أحدٌ سوانا القيام به وهو خوض نضال عربي يهودي مشترك والتأثير على المجتمع الإسرائيلي وهنا دورنا وواجبنا الأساسي- ونحن قادرون ومجهّزون ومعبَّؤون.
لنضع كلّ الأمور الانتخابيّة الثانويّة، وليس الأساسيّة، جانبًا فالانتخابات موقف سياسيّ بامتياز، ولننخرط، من طفلنا إلى شيخنا، في كلّ الفعّاليّات في تحدٍّ فولاذيّ لا يفلّه إلاّ وقفُ الجريمة، فورًا.
إلى الشارع غدًا، إلى المهرجان غدًا، إلى التعبئة لمظاهرة تل أبيب غدًا.