ويلك يا اسرائيل! لقد جنيت على أبنائك الدمار...أنت تحفرين قبر أبنائك...أنت تقررين بوعيك المهزوم والمدمر، مصير شعب، اختاره الله...وعلى اسرائيل أن توجه السؤال الآن الى الله: ماذا يعني: شعب الله المختار في قاموسه هو، وليس في قاموس الأغبياء الذين تلقوا هذه المقولة الالهية...هذا اذا ثبت وجود لهذه المقولة. وأنا لا اتحدث الآن عن مصير الشعب الفلسطيني، فهو يعرف مصيره، يعرف أنه باق، بانسانيته التي اكتسبها عبر المآسي التي سببها شعب الله المختار.
وأنا أتوجه الى اليهود والى شعب اسرائيل الآني: لقد أسأتم فهم " الله" الذي اختاركم، وعلى ما يبدو أنه أساء الاختيار، وهو اليوم، الآن، يعض على أصابعه ندما، وذلك في مخيلتي، أنا أتخيله الآن محبطا، عاجزا، يستجدي ملائكته أن ينزلوا الى الأرض لكي يفسروه، ولكي يوصلوا رسالته اليكم، التي عناها، ولكن الملائكة ترفض ان تنزل الى الأرض، لأن الملائكة بدأت بثورتها على الله..وعلى ما يبدو أنها تبحث لها عن اله آخر.وعلى ما يبدو أنها تبحث عن اله فلسطيني، ينشر العدالة والصدق والمحبة...اله لا يدع الفلسطيني بعد مئة سنة أو مئتين يفعل باليهود ما فعل اليهود به...لست بكافر...ولكنني أبحث عن اله لا يمتحن خلقه على مدى ستين سنة على الأقل...
فليغفر لي كل المؤمنين، فأنا تركت البيت اليوم غاضبا، أردت أن أبتعد عن الأخبار، وأردت أن أبتعد عن كل شيء، وعدت الى البيت واذ أشاهد الأب الذي فقد كل عائلته واقاربه، وأحبائه، شاهدت الجثث، شاهدت الأشلاء، أشلاء الأطفال، أحباب الله...وسألت نفسي: هل الله سادي؟ يخلق الأطفال ويعيدهم الى حضنه أشلاء؟ كيف يتحمل؟ هل هو سادي؟
وتذكرت...تذكرت الأفلام الوثائقية عن محرقة اليهود في معسكر" بوخنفالد"..حينها تألمت..بكيت،وقلت لنفسي: عليك أن تناضل من أجل أن لا يعود هذا المشهد. وناضلت، وآمنت بالأممية، بمحبة الشعوب، بالتضامن مع كل الشعوب المضطهدة، وما زلت أومن بهذا الطريق....
وأنا أقول الآن لاسرائيل ولأبناء اسرائيل: هل فكرتم ماذا تزرعون اليوم؟ وأنا أقول لكم: أنتم تزرعون الكراهية، أنتم تزرعون الحقد، أنتم تؤسسون شروط هلاكم ، لأن حفيد حفيد الفلسطيني سيذكر مأساة أجداده، مثلما أنتم تذكرون اليوم مأساة اجدادكم، التي لم يكن للفلسطيني أي درع بها...
هل فكرتم بحياة أحفادكم؟
وأنا أتمنى بعد مئة أو مئتي سنة أن يحتفظ الفلسطيني بانسانيته، وأن لا ينتقم، وأن يغفر للنازيين الذين يرتكبون المجازر اليوم في غزة!
هذا هو ندائي للفلسطينيين الذين سياتون من بعدي
ويلك يا اسرائيل اذا لم تكفي الآن..الآن...عليك أن تطلبي الغفران قبل فوات الأوان.
أنا مسؤول عن كل كلمة وردت