news

نداء الى جيراننا بني معروف الدروز في اسرائيل

ان جيراننا واصدقاءنا واخوتنا العرب الدروز يعرفون كيف قامت دولة اسرائيل، ويدركون الاوضاع العامة فيها خلال الستين سنة الماضية.. وكما هو معروف وثابت للجميع ان دولة اسرائيل أنشئت على ارض الشعب الفلسطيني، منذ وعد بلفور عام 1917 ومرورا بقرار التقسيم في العام 47 الى دولتين عربية واسرائيلية.
وفي عام النكبة 48 اقترف حكام اسرائيل ابشع الجرائم الانسانية وهدموا مئات القرى ورحلوا اكثرية الشعب الفلسطيني من وطنه، ومنذ ذلك الحين وهؤلاء الحكام يقدمون الخدمات للدول الاستعمارية كما اتضح ذلك في العدوان الثلاثي على مصر عبد الناصر عام 56 من قبل فرنسا وبريطانيا واسرائيل. وفيما بعد هاجمت اسرائيل الدول العربية عام 67 لاسقاط نظام عبد الناصر تنفيذا لاوامر امريكية، ومنذ ذلك الوقت وحكام اسرائيل وامريكا ينسقون سياستهم الاستراتيجية العدوانية سوية في منطقة الشرق الاوسط بل وأبعد منها ايضا.
ومنذ فتح الطريق امام الحل السياسي في العام 1988 حين اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة القائد الراحل ياسر عرفات بحل الدولتين، الذي طرحه حزبنا الشيوعي وحاولت المنظمة سنة 93 من خلال اتفاقيات اوسلو تحقيق هذا حل السياسي. وتابعت هذه العملية السياسية من خلال التفاوض عام 2000 في طابا. واستمر هذا التفاوض حتى نهاية العام 08، حيث شنت اسرائيل عدوانها على غزة، لكن حكام اسرائيل لم يقدموا التنازلات من جانبهم، ولم يقبلوا بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحق العودة والقدس والاستيطان وأفشلوا مفاوضات الحل السياسي.
وفي سنة 2000 دخل شارون بحماية الشرطة الاسرائيلية حرم المسجد الاقصى فتصدت له جماهير الشعب الفلسطيني وقتلت الشرطة في المواجهات عددا من الفلسطينيين وانطلقت الانتفاضة الثانية المسلحة.
وبتأييد ودعم امريكيين استمرت اسرائيل في الاستيطان في الضفة الغربية والقدس واقامة الجدار الفاصل ونهبت الكثير من الاراضي وزادت الحواجز العسكرية الى اكثر من 650 حاجزا وضربت الحصار الاقتصادي غير الانساني على غزة واعتبر حكام اسرائيل صواريخ المقاومة ارهابا، لأنها تصيب المدنيين.
اذا كان اطلاق الصواريخ من غزة ارهابا فماذا تكون جرائمهم في العدوان الاسرائيلي على غزة، هذا العدوان الذي حصد ارواح اكثر من الف انسان مدني فلسطيني من اطفال ونساء وشيوخ وهدموا خلاله اكثر من 20 الف بيت اضافة الى ضرب مركز ومدارس الاونروا.
اذا كان اطلاق الصواريخ من غزة ارهابا، فان عدوان اسرائيل هو ارهاب اكبر بمقدار مئة ضعف، فالمعادلة في الضحايا هي 10 اسرائيليين مقابل 1000 فلسطيني، مع ان مقاومة الاحتلال هي حق شرعي لكل شعب تحت الاحتلال.
اما نحن، الحزب الشيوعي والجبهة فقد ناضلنا ضد سياسة حكام اسرائيل العدوانية كل الوقت. وقد وضعنا حجر الزاوية لحل الدولتين. الحل السياسي على اساس الشرعية الدولية وليس العسكري، الا ان اسرائيل ادارت ظهرها وبدعم امريكي لهذه الشرعية.
وما زلنا نتمسك بالحل السياسي للقضية الفلسطينية ونكافح ضد الحل العسكري لأن رؤيتنا السياسية الانسانية نابعة من المصلحة الحقيقية للشعبين. وهناك رأي عام يهودي يتطور باتجاه الحل السياسي، والجماهير العربية بما فيها الطائفة العربية الدرزية تريد حلا سياسيا، لذلك يجب رفع هذا الصوت عاليا طارحا الحل السياسي والمساواة والنضال ضد العنصرية والتمييز.
لقد مارس حكام اسرائيل منذ قيام الدولة وحتى اليوم سياسة التمييز القومي بحق جماهيرنا العربية دون ان تستثني احدا، وكان للطائفة العربية الدرزية نصيبها من هذا التمييز الصارخ كما تجلى ذلك في الفترة الاخيرة في احداث البقيعة وفي معارك الارض في بيت جن وفي عسفيا والدالية. هذا التمييز الذي شمل كل مجالات الحياة بما فيها السلطات المحلية، فكيف نفسر ان تكون ميزانية مجلس حرفيش المحلي 24 مليون شاقل وميزانية شلومي المساوية لحرفيش في عدد السكان 44 مليون شاقل.
في حزبنا وجبهتنا العشرات من الرفاق العرب الدروز امثال الرفيق محمد نفاع سكرتير عام الحزب والشاعر الكبير سميح القاسم ود. عبدالله ابو معروف وغالب سيف ونايف سليم ونمر نمر وغيرهم كثيرون وكلهم في قيادة الحزب والجبهة ولجنة المبادرة الدرزية.
اننا ومن اجل تعزيز الفرص الواقعية للحل السياسي والتعايش بين الشعبين ومكافحة العنصرية والتمييز القومي وتحقيق المساواة التامة يجب ان نرفع صوتنا الجماعي في هذه البلاد بهذه المطالب الاساسية.
من اجل كل ذلك ندعوالجميع واخص اخوتنا ابناء الطائفة العربية المعروفية للتصويت للجبهة في انتخابات الكنيست في 10/2/09 لكي نزيد من قوتنا ونواصل مسيرتنا الكفاحية بهمة عالية دفاعا عن حقوق المظلومين وجمهور العمال. تقدموا، تقدموا، تقدموا.. وصوتوا واو.


(كفر ياسيف)