news

لو كنتم بشراً، لاعتذرتم

ما أسهل إيذاء الآخرين عليكم، وما أكثر دروب همجيتكم وأساليب بطشكم، وقتلكم وتخريبكم وخيانتكم للإنسانية!
ما أسرع تخلّيكم عن جار ذبيح كنتم قد ذبحتموه من الوريد إلى الوريد!
تهون عذاباتي عليكم، وتجلسون في غرفكم المحوسبة الوفيرة وبعقل بارد ترسمون خريطة قتلي!
أإلى هذا الحدّ تجهلون وتنكرون عليّ ألمي وخوفي واضطرابي وجوعي وحصاري وتدميري وعذابي وإبعادي وقمعي واحتلالي وترحيلي وتهجيري وتقطيع أوصالي!
أنتم لا تذكرون شيئا من خوف ورعب وخواف أطفالكم ورجالكم ونسائكم وشيوخكم وكهولكم!
وأنتم لا تعترفون بغضبي، ولا تشعرون بألمي ولا بوجودي، ولا حتى بموقع قدمي وبصفعة حذائي!
 خذوا وقتي بالإضافة إلى وقتكم الضائع واجلسوا على شرفة بيتكم وانظروا بحياء إلى الطبيعة علّكم تدعون قلوبكم السوداء للحظة، وتسمعون استغاثة أو استشارة أو صرخة جريح، وتفكرون كأي إنسان كان!
ربما بدت لكم تفاهة نشوة الغلبة، وفكر الإبادة، وأننا سنبقى وإياكم على وجه الأرض!
لماذا تحجبون التفاؤل؟! ثغراتكم بيّنة، وثغراتنا واضحة وآثارها الإنسانية تهمنا، لذلك معنوياتنا عالية وثقتنا بأنفسنا كبيرة وثقتنا بإنسانيتكم ضعيفة، وبأنسنتكم قوية!
يا هو يا بشر، ليس عندكم إلا ثرثرة فوق النيل؟! ألم تشرق شمس أصيلكم ذهبا فوق نخيلكم؟!
هل ستبقون غربًا وشرقًا، وشعوبا ومحاور وطوائف وأحزابًا وأشباه دول وأقطارًا!
اعذرونا إن كنا أثقلنا عليكم بإحصاء ضحايانا وخسائرنا، وإذا أدهشناكم بصمودنا وإرادتنا الغلابة، ولأنّ جبلنا لا يهتز لريحكم، ولا عكانا تخاف هدير بحركم!
نستطيع لوحدنا أن نتحمّل البطش والعدوان الهمجي ونفخ نار الشامتين وجعجعات اللفظيين!
خذوا جميعكم وقتي بالإضافة إلى وقتكم الرخيص، وأفول زمانكم الشاحب الرديء، واستريحوا على أقفيتكم الوافرة العامرة، وتذكّروا واحبسوا أنفاسكم وحكّوا أدمغتكم ودغدغوا ذاكرتكم، علّكم تذكرون خوفكم ورعبكم وخوافكم !
 فربما تشعرون كالبشر وترتعشون وتعتذرون للحجر!