عصرنا مكتظ بوسائل الاتصال – وسائل تسخرها "قوى الشر" لدعم غزوها الفكري لنا في حربها الدعائية وحربها النفسية الممنهجة، ويتبدى ذلك بصورة ملموسة فيما تدسه من "رسائل شيطانية" عبر الاعلام، لماذا؟! كي تجعل صحفها وفضائياتها وافلامها واذاعاتها ونشراتها واعلاناتها واسطواناتها وحتى ادبها، اتصال مواجهة يخضع الجماهير المستهدفة لانفعالات تحريضية قوية ومهيمنة على نفوسها، وتعمل على تهييجها بهدف جعلها تنقاد لها دائما – اتعرفون، قارئاتي قرائي في هذا الصباح، تحت أي شعار تُشن هذه الحملات والحروب، لن اجدد لكم، اذا كررت ما قاله مفكرنا، طيب الذكر ادوارد سعيد، بان يافطة هذه الهجمة الاعلامية الشرسة، هي: "العربي الشرير" عدو الحضارة؟!!
اذًا، الرأي العربي العام في صراع يومي مع "جيوش" من القنوات السمعية والبصرية واللفظية، والتي تستخدم، بلا رادع، كل انواع الوسائل، المباحة منها والمحرّمة؟!!
ولتوضيح الامر اكثر، لا بد من تحديد المقصود بمصطلح "الرأي العام" وهاكم ما ذهب اليه الباحثون الذين شغل بالهم الاتصال وبنيته ووسائطه – فقد قال دووب، انه حاصل ضرب الآراء الفردية في بعضها وليس حاصل جمعها – بمعنى بلورة فهم معين للمصالح العامة الاساسية التي يتكون عند كل افراد الجماعة – واوضح آخرون اكثر بقولهم، انه الرأي الغالب على الاعتقاد السائد والاتفاق الجماعي لدى غالبية فئات الشعب تجاه امر او ظاهرة او قضية من القضايا الخلافية الجدلية – وللتبسيط اضيف: هو الرأي السائد بين اغلبية الشعب الواعية في فترة معينة بالنسبة الى قضية او اكثر، يحتدم فيها الجدل وتمس مصالح الاغلبية مسا مباشرا!!! اكتفي اخواتي اخوتي بهذا، لأصل الى النتيجة التي تقول دون مواربة: بوجوب ملء حوصلة الرأي العام العربي بغذاء اعلامي يكسبه المناعة والحصانة والتمكين، ولن يبتدئ ذلك الا باستئصال سريع وجذري لما تقدمه وسائل اعلامنا من "هزال"اعلامي مخصي!! واستبداله بالكلمة التي تخرج النقد الذاتي المنهجي عن صمته، ليعود وينطق اعلاما دسما تنمو فيه الحياة النابضة التي تهيئ لتغيير متناسل وتخرج مارد النصر من قمقمه!!
ونقول، صباح الخير لمن سيعيد الى اتصالنا العربي دوره الصحيح، وعنوانه "الدعائي": الامل المشرق بمستقبل جديد لواقع اعلامي معرفي يبقي اللسان دليلا على الانسان!!