تعود مرة اخرى الى مركز الاهتمام والاحداث قضية التفاوض والسلام بين سوريا واسرائيل، ففي الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت يجري محادثات مع الوسيط التركي بين اسرائيل وسوريا، مع الرئيس التركي اردوغمان في انقرة حول المفاوضات الاسرائيلية – التركية، في هذا الوقت بالذات، ومن خلال مؤتمر صحفي في دمشق وبمشاركة الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش صرح الرئيس السوري بشار الاسد ان سوريا في طريقها الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل بهدف انجاز التسوية الشاملة وانهاء الصراع الاسرائيلي – السوري القائم. لا نعلم ماذا جرى وراء الستار من خطوات لاتخاذ هذا الموقف وتسويق هذا الخبر عن زيارة اولمرت لتركيا وتصريح الرئيس السوري بشار الاسد عن المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، لعل السبب يعود الى وعود اسرائيلية وامريكية جديدة، خاصة وان اولمرت وبوش سيغربان عن كراسي السلطة ويريدان ترك بصمة تاريخية لصالحهما ولصالح السياسة الاستراتيجية العدوانية لتحالف قوى العدوان الامريكي – الاسرائيلي في المنطقة. ولكن لا تجري الرياح دائما بما تشتهي سفن العدوان دائما. فالرئيس السوري عاد في المؤتمر الصحفي المذكور على تأكيد موقف سوريا المتمسك بثوابت الحقوق الوطنية السورية وبالشروط السورية للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل حول التسوية السياسية. فسوريا دخلت اربع جولات من المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل ومن خلال الوسيط التركي. وحتى لا تقع سوريا في المطب الذي وقع فيه اخوتهم الفلسطينيون، مطب الجرجرة زمنيا لمفاوضات "طحن الماء" المباشرة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني دون التقدم حتى ولو خطوة جدية واحدة نحو الحل الدائم، حتى لا تقع سوريا ضحية هذا المطب اشترط الرئيس الاسد والنظام السوري انه قبل الدخول في أي مفاوضات مباشرة ان تعلن اسرائيل قبولها الانسحاب من الاراضي السورية الجولانية المحتلة الى حدود الرابع من حزيران السبعة والستين بما في ذلك من الشاطئ الشمالي الشرقي من بحيرة طبريا. وقد حدد الرئيس السوري هذا المطلب في بيان سابق وجهه للوسيط التركي وللاتحاد الاوروبي وروسيا والصين والجامعة العربية يحدد فيه ثماني نقاط جغرافية اساسية لحدود الانسحاب الاسرائيلي من الهضبة السورية المحتلة. فالسلام العادل والشامل في المنطقة هو الخيار الاستراتيجي للنظام السوري. وهذا ما عاد واكده الرئيس بشار الاسد في المؤتمر الصحفي المذكور، اذ اكد على اهمية انهاء الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية المحتلة، التزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن وخاصة قراري مجلس الامن 242 و338 وذلك لانجاز الحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني. كما اكد على اهمية سحب القوات الامريكية والاجنبية الاخرى من العراق المحتل لضمان حرية واستقلال العراق وشعبه العريق. وقد اكد الاسد ما نؤكده دائما ان السلام العادل والشامل الضمانة الاساسية لسيادة الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.