news

مواقف مختلفة والضحية فلسطينية

مع دخول حرب الابادة والمجازر والتدمير الاسرائيلية يومها الواحد والعشرين، يزداد النقاش في الطرفين الاسرائيلي والعربي حول الموقف من وقف هذه الحرب. يتناقشون ويتناكفون فيما بينهم في وقت لا يزال فيه شلال الدم الفلسطيني ينزف من شرايين الاطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة، من جراء تصعيد وتكثيف العدوان والقصف وارتكاب جرائم الحرب على ايدي الغزاة المعتدين. ومبعث ومصدر هذا النقاش يعود الى حقيقة فشل المعتدي الاسرائيلي في حسم الصراع مع المقاومة والشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة عسكريا رغم جرائمه الهمجية ضد البشر والحجر والشجر، ولهذا يجري الصراع والنقاش لحسم الموقف سياسيًا وتعدد الشروط المتباينة لوقف اطلاق النار.
في الطرف الاسرائيلي يبرز النقاش التكتيكي بين الطاقم الثلاثي من مجرمي الحرب، رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الحربية ايهود براك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. فأمس الاول هاجم اولمرت الوزير براك متهما اياه بالتخريب المنهجي للخطوات السياسية لتحقيق اهداف الحرب، وان موقف براك شجع وصلّب موقف حماس من موضوع التسوية. فاولمرت يتمسك بموقف تصعيد ومواصلة الحرب الاجرامية حتى كسر ظهر المقاومة والصمود الفلسطينيين ورفع الفلسطينيين للاعلام البيضاء وانجاز الاهداف الاملائية الاسرائيلية المرسومة.
اما ايهود براك فانه يعتبر العدوان الاسرائيلي "عملية" وليس حربا، وان هذه العملية استنفدت دورها، حيث استعاد الجيش الاسرائيلي ثقته بنفسه وكقوة ردع فقدهما ابان الحرب الفاشلة على لبنان والمقاومة وحزب الله، وانه آن الاوان لقبول المبادرة المصرية، خاصة اذا ضمن المصريون عدم تهريب الاسلحة الى القطاع. وان مواصلة الحرب والبدء جديا في المرحلة الثالثة قد يفقد اسرائيل المكاسب العسكرية المذكورة ويوقع خسائر فادحة بين قوات الغزاة الاسرائيليين. كما يفقد براك التأييد الانتخابي المتزايد بين الجماهير اليهودية  من جراء جرائمه الوحشية في القطاع. وبخلاف براك فان تسيبي ليفني تؤيد وقف الحرب عندما تشعر اسرائيل انها حققت اهدافها وبغض النظر عن المفاوضات والاتفاق مع المصريين، وذلك من منطلق التخوف ان يكون الاتفاق مع مصر هو اتفاقا مع حركة حماس التي ترفض التفاوض معها.
اما في الطرف العربي الرسمي فقد برز ما هو قائم بشكل مأساوي ان عرب الانظمة عرَبان من حيث  الموقف من القضايا الوطنية العربية، انظمة مدجّنة امريكيا وفي غربة عن مصالح شعوبها الوطنية، وانظمة مناهضة للتدجين الامريكي الاسرائيلي وتدافع عن المصالح الوطنية الحقيقية.
فخلال الايام الثلاثة المقبلة من المفروض عقد قمتين عربيتين، قمة قد تعقد اليوم في الدوحة القطرية في حالة اكتمال النصاب القانوني لبحث اتخاذ موقف من الحرب على غزة وتشارك فيها اربع عشرة دولة- قطر وسوريا ولبنان وليبيا والجزائر وغيرها بينما رفضت مصر والسعودية وتونس المشاركة في قمة الدوحة بادعاء ان قمة الدوحة قد تفشل القمة الاقتصادية التي ستعقد في الكويت يوم الاثنين القادم، كما ستفشل المبادرة  المصرية، ولهذا يجري عقد اجتماع تشاوري للمسؤولين العرب على هامش المؤتمر الاقتصادي!! ومصيبة الشعب الفلسطيني ان العرب اتفقوا على ألاّ يتفقوا، ومن يسجد في محراب الولاء لاستراتيجية العدوان الاسرائيلية – الامريكية لا يمكن ان يكون نصيرا للحقوق الوطنية الفلسطينية.

 

الاتحاد