news

جنوب سوريا جزء من وطنه!

تشير التطورات والتصريحات الأخيرة الى رضوخ "كثيرين" لحقيقة الأمور ميدانيا وسياسيا في الجنوب السوري. فقد تشاركت على امتداد سنين أنظمة عربية وحكومة اسرائيل والإدارة الأمريكية لبسط سيطرتها وهيمنتها ومشاريعها الخفيّة على هذه المساحة الاستراتيجية، من خلال مجموعات مسلحة ومدعومة منها، وتحت شتى المسميات. وعاشت بينها "بأمن وأمان وازدهار" فصائل "القاعدة" الارهابية أيضًا! كل هذا تحت يافطة الثورة طبعًا، الثورة المسروقة..
تم تشكيل غرفة قيادة (إسمها "موك") التقت فيها عدة أجهزة مخابرات منها أوروبية وخليجية ومع حضور اسرائيلي غير معلن، حيث وضعت خططا متعاقبة، متغيّرة متبدّلة وفقًا للتطورات لغرض ابتلاع الجنوب. ولكن بعد أن فشلت كلها الواحدة تلو الأخرى، ها هي الأمور تعود الى نقطة البداية، حيث بات السعي الآن الى أن يكون الجنوب السوري تحت سيطرة وصلاحية ونفوذ الدولة والجيش العربيين السوريين..
ويسأل من لم تتلف بصائرهم: ألم تكن الأمور على هذا الشكل قبل 7 سنوات؟! أليست هذه عودة لنقطة الصفر، قبل استغلال احتجاجات شعبية مشروعة لمحاولة فرض مشاريع تفتيتية قذرة ولئيمة؟! فعلى الرغم من أن هناك محاولات لفبركة انتصارات وهمية منها "طرد ايران" وإخراج "ميليشيات تعمل مع النظام" من الجنوب وإبعادها عن الحدود الشمالية لاسرائيل، وغيرها من كلام لغرض الاستهلاك، تبقى الحقيقة التي يستصعب زعماء اسرائيل والسعودية وقطر وفرنسا وسيدتهم الولايات المتحدة "وعملائهم الصغار" النطق بها، هي أنهم يجرجرون ذيول هزيمتهم النكراء في جنوب سوريا!
لقد تم بذل المال والبارود والديماغوغيا والتآمر بكميات هائلة لبتر هذا الجزء السوري عن سائر وطنه، كرمى لعيون حكّام وسياسات إسرائيل! وكانت النتيجة الفشل الذريع المبارك... جميع مزاعم تمترُس ايران على حدود جزئي الجولان الحر والمحتل، كتهديد مزعوم لإسرائيل، تنطفئ كفقاعات صيف. فقد أكدت طهران ودمشق أن لا قوات عسكرية نظامية لها على أرض سوريا بل يتلخص حضورها الذي لا تنكره في مستشارين وضباط فقط. أما "حزب الله" فيؤكد على لسان قائده انه سيغادر فور تلقيه طلبا من القيادة السورية.
بعض خائبي الأمل المهزومين يسوّقون روايات عن اتفاق روسي-اسرائيلي، كي يصوروا موسكو متآمرة مع تل أبيب.. للسخافة حدود طبعًا! ولكنهم لا يقولون إن الحاصل قريبًا أكيدًا هو استعادة سيطرة الدولة والجيش السوريين على هذا الجزء من الوطن.. ويمكن تفهّم شدة حرجهم لشدة خيبتهم وهزيمتهم..