وقفت طويلا متنقلا بين الكلمات لابداء سطوري ... ربما هو تزاحم الأفكار، أو انه الصمت الذي يعبر عن كل شيء كما تعودناه في شخصك القوي .. الصمت الذي يحمل كل المعاني وابلغ الدلالات ... اجل أيها الرفيق محمود الرواغ ( أبا علاء) .. أتيت بصمت ومضيت بصمت .. أحببت شعبك وقضيته بصمت .. وواصلت دربك النضالي بصمت ... كوفاء الأرض يتم بصمت ... حتى عندما جاء الموت قبلته بصمت .. وما بين الصمت والصمت حكاية .. حكاية من ناضلوا وتقدموا الصفوف بكل بسالة دفاعا عن شعبهم وقضيته الوطنية، اولئك الذين انحازوا لمصالح الشعب وفي مقدمتهم الفقراء والعمال والمظلومون، والذين حملوا لواء التنوير في عصر الظلمات ليرفعوا عاليا راية الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم .. حكاية من رفضوا الاستسلام وأبوا أن يغادروا خنادق الثورة والنضال لأجل مكاسب رخيصة، او لصالح ولاءات لا تعرف للوطن طريقا.. اولئك الذين حافظوا على شعبهم ومشروعه الوطني، وكتبوا بالدم والتضحيات تاريخا ناصعا مشرقا، ولم ترهبهم سياط الجلاد داخل أقبية التحقيق ومعتقلاته الفاشية، لينقشوا على جدران الزنازين تقاليد مجيدة، وليسطروا صفحات من نور ونار ... حكاية من حافظوا على نظافة اليد ولم يلوثوا بدماء الشعب ولا بأمواله .. الذين حافظوا على ثبات المواقف رغم الإغراءات.. وحكمة الممارسات رغم حموة الأحداث، وتركوا بصمات ناصعة على مجريات الأحداث منذ عشرينيات القرن المنصرم وحتى هذه اللحظة .. الذين صدقوا مع شعبهم ولم يخونوا الأمانة، وحرصوا على أن يصارحوا الشعب بمواقفهم رغم صعوبة التطورات .. حكاية من رفضوا الانقسام المذل لشعبنا وصرخوا عاليا لأجل الوحدة الوطنية والمصالحة ... أولئك الذين قالوا ويقولون لا نصر لشعبنا إلا بإنهاء انقسامه الأسود، وبوحدة شطري الوطن، وإلا بوقف حملات التحريض المتبادل ونهج التخوين والتكفير، وقطع دابر الممارسات التي ترهب شعبنا وتحاصر حريته وتذل كرامته .
أبا علاء... غادرتنا وروحك المرصعة بهذه القيم ستبقى فينا قوة عطاء، وأملا بالنصر لا يعرف حدودا .. صعدت روحك على ارض مصر الشقيقة حاملة دلالات لشعبك، وكأنك توجه صرخة لكل أطياف الشعب الفلسطيني .. هنا على ارض قلب العروبة اقبروا خلافاتكم، واقتلوا كل الأحقاد فيكم .. توحدوا ففي الوحدة حياة وعزة ونصر.. ولا تسمحوا لكائن من كان القضاء على انجازات شعبنا التي تعمدت بالدم والتضحيات وفي مقدمة ذلك منظمة التحرير الفلسطينية حاملة وحامية المشروع الوطني الفلسطيني .
إننا على العهد باقون أيها الرفيق الماجد، وثق بان جذوة النضال لن تنطفئ فينا، وسيبقى رفاقك في حزب الشعب عنوانا للكفاح المخلص، والوفاء لمصالح الشعب مهما عظمت التضحيات وبرغم مرارة الواقع الذي يجتاحنا .