أنا راحل عنك الى غربة وجودي
حاملاً نزف قلمي وعرق جدودي
لأرسم غيابك على صفحات خدودي
وأطرد جرحك المجنون خارج حدودي
وأفيض ثائراً محطِّماً سدودك وقيودي
لا تسأليني أين أنا ولا تنتظري ردودي
سأعود إليك عندما أقوم بتجديد وجودي
***
سأطوف في شعاب مكة
باحثاَ عن الأنبياء
سأدور في طرقات يثرب
لأصل الى قباء
سأنشد لليلي العامرية كيّ
تخرج من الخباء
سأقطع الفيافي الموحشة
لأطرد دموع عيون الخنساء
سأشرب من عين ماء بدر
حتى أشعر بالارتواء
ولا تسأليني متى سأعود إليك
سأعود ومعي طرحتك والحناء
***
سأقوم من الرماد
وأخرج من الجماد
وأعتلي صهوة الجواد
لأطهّر ترابك من الجراد
وأطوف حاملاً مشعلتي
في طول وعرض البلاد
لأضيء شجرات الميلاد
في السهل في الجبل على الوهاد
سأنزل الى تيارات نهري
وأصنع لجرحي عماد
لا تسألي عنّي.. أنا سأعود
سأعود إليك ومعي الميعاد.
***
أنا سأخرج من مداري
وأحطِّم قيود انكساري
وأشعل في دمى ناري
وألتحق بجيوش الغفاري
لأسير معه في القفاري
من دجلة حتى يافا الى ظفار
باحثاً عنّي وعنك في مساري
وأقوِّم مسار طريق مداري
من غبار هزمتي وانكساري
لا تسأليني متى سأرجع إليك
سأعود عندما يتمُّ انتصاري
وأغرس في رباك قراري
***
أنا لا أدري إن كنت
راحلة عنّي أم قادمة إليَّ
إن كنتِ خيال يسبح في هواي
أم سحابة عابرة في علا سماي
إن كنت رؤية تسبح في رؤياي
أم حرقة تنهيدة في تيه مناي
***
لا تغيبي عنّي فإني لا أطيق
وحشة الاغتراب
لا تذوبي بين جفوني فإني
أتوه في أمواج السراب
لا تتجاذبيني فإني سأضيع
بين تجاذب الأقطاب
صليني معك لأصلي صلاتك
على تجليات المحراب
***
أنتِ..
نجمتي الحمرا إذا ما تحجّب بدري
نور عينيّ إذا ما تأخَّر نور فجري
أيامي الباقية إذا ذوى زهر عمري
جناحي إذا ما تكسَّر ريش أجنحتي
فؤادي الباقي إذا ما خرست أفئدتي
لغتي إذا ما سكتت حروف أجندتي
قصًّتي إذا ما توقَّفت رواية حكايتي
***
أنا سأحمل أسفاري وأطوف في البراري
حاملاً أفكاري
أنا سأطوف في الصحارى حاملاً لهيب ناري
وكوّيات جماري
فمن الغفاري أحمل أفكاري وأطوف في الأقطار
لا تكوني في انتظاري لن يمنعني بحر ولا نهر جاري
لا حدود ولا جدار.
إضافة تعقيب