نامتِ المدينةُ على بحرِها
حلمتْ بشمسٍ وقمر
ينتصرانِ ليومِها
نامتِ المدينةُ على وسادتِها
مليحةً
ساكنةً
على جبينِها قطراتُ ندى
في أهدابِها شقائقُ نُعمان
وطفلةٌ
نامتِ المدينةُ تحرسُها موجاتُ البحرِ
أغصانُ الفيجنِ
رذاذُ العاصفةِ
وقلوبُ العصافيرِ الحزينةُ
نامتِ المدينةُ
بثوبِها الأبيض
على أبوابِها تعلقتْ أشلاءُ الحقيقةِ
على مساطِبِها جالتْ عيونُ العذارى
تلتقطُ حباتِ المطرِ وشذراتِ الملحِ
من بحرٍ هاجَ وماجَ
وأرضٍ هدرتْ
وسماءٍ رعدتْ وأمطرتْ
منْ هواءٍ مَسَّهُ الوجدُ بالجنونِ
أيا بيروتَ
انْفضي
الغبارَ عنْ بقايا الوجوهِ الواجمةِ
ارْقُصي على نغماتِ الغدِ
مُدّي يدَكِ للحنةِ
وانْهَضي
(كتبت بعد تفجير مرفأ بيروت)
إضافة تعقيب