وزير الخارجية مايك بومبيو قرر إنهاء فترة ولايته في الادارة الامريكية من خلال حملة تضامن مع اليمين المتطرف في اسرائيل، مطلقا رشقات من البصاق على سياسة الولايات المتحدة الامريكية الخارجية المديدة التي سبقت دونالد ترامب، وعلى قواعد القانون الدولي والعدالة.
بالامس ظهر بومبيو وكأنه أحد قادة مجلس يهودا والسامرة وغزة المتطرفين، أكثر من كونه وزير خارجية للدولة الاعظم. من الجيد ان هذه على ما يبدو زيارته الاخيرة هنا في إطار هذا المنصب. ومن الجيد أن فترة ولايته ستنتهي عما قريب.
في الصباح، بعد لقائه مع رئيس الوزراء، أعلن بومبيو بان الولايات المتحدة الامريكية قد قررت اعتبار حركة الـ BDS الدولية كحركة لاسامية، ونعتها بـ "السرطان". بذلك يكون وزير الخارجية قد تبنى دعاية حكومة إسرائيل الكاذبة، التي تقول بان كل من يؤيد مقاطعة المستوطنات او إسرائيل بسبب الاحتلال هو لا سامي. هذا تعريف خطير يكم الافواه ومناهض للديمقراطية.
ليس بالضرورة تأييد الـ BDS وليس بالضرورة تجاهل الأوساط اللاسامية التي ربما تقوم بتوظيفها، للادراك بان دعوة مقاطعة الاحتلال غير قانونية وغير معترف بها من قبل المجتمع الدولي، هي دعوة مشروعة ولا عنفية وبالتأكيد ليست لاسامية بالضرورة. العقوبات والمقاطعات هي أداة دولية متبعة ضد أنظمة الاستبداد وطالما بقي الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني ليس حرا ستتصاعد أكثر فأكثر دعوات التعامل على هذا النحو مع إسرائيل.
بعد ذلك واصل بومبيو طريقه الى مصانع النبيذ بساغوت في مستوطنة شاعر بنيامين، حيث عرضوا عليه النبيذ الذي يحمل اسمه. هذا النبيذ قد أنتج من اعناب نمت على أراض خاصة استلبت من أصحابها الفلسطينيين، واغلبهم سكان مدينة البيرة المجاورة، ومدير عام مصنع النبيذ الذي استضاف بومبيو يسكن في مزرعة بناها لنفسه على ارض خاصة وهي مسروقة أيضا. ليس من الصعب أن نتخيل ما الذي فكر به أصحاب الأرض الفلسطينيين الذين لا يسمح لهم حتى بالاقتراب من أراضيهم، وهم يشاهدون وزير الخارجية الأمريكي وهو يحل ضيفا فوق أراضيهم السليبة.
وزير الخارجية الأمريكي قد اضفى بالأمس الشرعية على كل هذه الآثام: زار مستوطنة، شرب نبيذا مسروقا، سمح بالنهب والسلب، ولاحقا أعلن عن ان الولايات المتحدة ستسمح بوضع علامة على منتوجات المستوطنات باعتبارها منتوجات إسرائيلية. يبدو أن كل ما تبقى لبومبيو ان يفعله في زيارته هذه هو المصادقة على ضم إسرائيل لمجلس يهودا والسامرة وغزة.
هذا أيام بومبيو الأخيرة. كم هو جيد أنها الأخيرة.
هآرتس- 20/11/2020
إضافة تعقيب