news-details

المهزلة.. عندما يُقدّم المال العربي لكسر الارادة الفلسطينية

نجتمع اليوم هنا (*)، لنقول كلمتنا البسيطة المفهومة والواضحة، نحن مع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس. نجتمع اليوم لنؤكد ونجدد موقفنا التضامني في حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، وحق اللاجئين في العودة الى مدنهم بأمان.

نجتمع هنا ونقول ان لا احد يمثل الشعب الفلسطيني غير ممثليه الشرعيين.

ونجدد القول ان لا حل خارج اطار الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة التي ادانت الاحتلال الإسرائيلي وسياسته الاستيطانية، وضمنت حقوق الشعب الفلسطيني العادلة.

ومن هذا المنطلق نعارض "ورشة المنامة" التي اريد منها الانقلاب على القانون الدولي والشرعية الدولية بما يُسمّى "صفقة القرن"، وذلك عبر خطاب مداهن مفاده (مناقشة الاستراتيجيات وبلورة التأييد لاستثمارات ومبادرات اقتصادية كامنة تجعل من الممكن التوصل إلى اتفاقية سلام)، هذا الخطاب لا يخفي النوايا الحقيقية التي تعمل عليها ادارة ترامب، وهي فرض واقع جديد عبر التطبيع مع اسرائيل، وتمرير حل على حساب حق الشعب الفلسطيني. حل لا يخرج عن كونه تصفويا من خلال بوابة اقتصادية.

معلوم ان الجانب الاقتصادي لا يمكن أن يكون سوى تتويج لمسار سياسي عادل وثمرة له، اذ لا يمكن أن يكون سابقاً لأي حل سياسي. فهي إذن محاولة خبيثة حيث تستغل بها واشنطن واسرائيل، بالتعاون مع بعض الحكام العرب، سوء الأوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون في الضفة والقطاع للضغط عليهم ومساومتهم وابتزازهم، لقبول ما لا يمكن قبوله، لتمرير "صفقة القرن" وإضفاء شرعية مزعومة هدفها استمرار الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة جعل التطبيع بين العرب وإسرائيل واقعا مقبولا.

لكن الشعب الفلسطيني المقاوم الذي لم ينحن يوما امام الاحتلال وماكنته الإرهابية ولم يكف عن المطالبة بحقوقه عبر شتى انواع الكفاح، ومنها الكفاح الشعبي، وما الاحتجاجات التي انطلقت في جميع المدن الفلسطينية، الرافضة لـ"ورشة البحرين" و"صفقة القرن"، الا مواصلة للموقف الوطني والقومي المقاوم. اذ بين المحتجون رفضهم استبدال الأرض مقابل السلام بالازدهار المزعوم مقابل السلام.

الفشل هو الناتج الوحيد لورشة البحرين، اذ لا يمكن لهذه الورشة مهما جرى تزويقها، ان تخفي سياسات الاستيطان والعدوان وتكريس الاحتلال. وستسجل صفحة اخرى من صفحات عار الحكام العرب المهرولين اللاهثين نحو مزيد من التطبيع مع دولة الاحتلال. فالمهزلة تكمن عندما يقدم المال العربي لكسر الارادة الفسلطينية بدلا من توجيهه لدعم صمود الشعب الفلسطيني.

فشل "ورشة البحرين" اتضح بعد مقاطعة كل من الأمم المتحدة وروسيا والصين وفلسطين. فشلت الورشة اذ جوبهت بالرفض الشعبي الواسع لها في العديد من الدول العربية.

فشلت ورشة البحرين، كما فشلت جميع مشاريع التسوية السابقة التي رافقتها الرشوة الاقتصادية بهدف تمريرها، ومنها كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربه وكانت النتيجة بناء المستوطنات وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني وتسويف قرارات الشرعية الدولية.

معاناة الشعب الفلسطيني الاقتصادية منبعها الاحتلال ولن ينهيها غير إزالته، فليست الشعوب من تفاوض على الأوطان بل الخونة من الحكام. لذا لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.

اخيرا لنردد من شعر الراحل محمود درويش

"آه يا جُرحي المكابر

وطني ليس حقيبهْ

وأنا لست مسافرا

إنني العاشق، والأرض حبيبهْ!"

 

 

*كلمة الحزب الشيوعي العراقي في المهرجان التضامني مع الشعب الفلسطيني، القاها الرفيق د. جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب