news-details

ساجد عبد الحكيم مزهر، المسعف الشهيد

برصاصة اخترقت بطنه ارتقى المسعف ساجد عبد الحكيم مزهر شهيدا، و"جرمه" واجبه الإنساني تجاه الجرحى برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.

وقال قائد فرق الإسعاف والطوارئ في بيت لحم عبد المهدي غريب، "كنا نركض باتجاه شاب مصاب حتى نقدم له الإسعاف، وتفاجأنا بأن الجنود أطلقوا النار باتجاهنا، وأصيب ساجد، والاحتلال يتعمد استهداف المسعفين، الذين لا يشكلون أية خطورة على جنوده".

أم الشهيد التي طبعت قبلة الوداع الأخيرة على جبين فلذة كبدها، وهي تردد كلمات مفادها أن "كل أبناء شعبنا فداءً لفلسطين، ولكن يجب محاسبة الاحتلال الذي يريق الدم الفلسطيني"، قالت إنه "في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا، سمعنا أن المواجهات اندلعت داخل المخيم ولبس ساجد شارة الإغاثة الطبية، حاولتُ منعه من الذهاب لأن لديه دواما في المدرسة فهو طالب في الثانوية العامة، لكنه أصر على الخروج، وقال لي إنه يرتدي شعار الإغاثة ولن يتعرض له الجنود".

"قلب ساجد الأبيض جعله يظن أن شارة الإغاثة ستحميه من غدر وهمجية جنود الاحتلال"، أضافت والدته.

وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم الإضراب حدادا على روح الشهيد، وأغلقت المحال التجارية أبوابها.

وقال أمين سر حركة "فتح" في بيت لحم محمد المصري، إن هذه جريمة إعدام ميداني تضاف لجرائم الاحتلال، الذي يتصرف بعقلية أنه فوق القانون، فاليوم اغتال مسعفا بدم بارد أثناء تأديته واجبه.

وزير الصحة جواد عواد أدان استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المسعف المتطوع مزهر، وقال: "إن قتل الاحتلال للمسعف المتطوع برصاص حي في البطن يعد جريمة حرب، وإصرارا لدى هذا الجيش على خرق كل المعاهدات الدولية والاتفاقيات التي تدعو إلى حماية المسعفين أوقات النزاعات."

وطالبت وزارة الصحة كافة المؤسسات والمنظمات الدولية الحقوقية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المواطنين العزل في كافة المدن الفلسطينية، الذين يتعرضون لمختلف أشكال القتل برصاص جيش الاحتلال.

أطباء مسعفون ومتطوعون كانوا هدفا لرصاص قوات الاحتلال، بعضهم ارتقى شهيدا وآخرون أصيبوا ومنهم من زج في غياهب السجون، دون أدنى اكتراث بالمواثيق والقوانين الدولية.

ويذكر أن قوات الاحتلال قتلت المسعفة المتطوعة رزان أشرف النجار (21 عاما) في الأول من شهر حزيران عام 2018، أثناء قيامها بدورها الإنساني في إسعاف المصابين شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، في الجمعة العاشرة لمسيرات العودة.

وباستشهاد المتطوع مزهر، اليوم، يرتفع عدد الشهداء من المسعفين ومتطوعي الإسعاف منذ مطلع عام 2018، إلى أربعة شهداء، بينهم المسعفة النجار، ما يدلل على تعمد الاحتلال استهداف الطواقم الطبية والمسعفين وعرقلة عملهم في تقديم الواجب الإنساني للمُصابين، وفق وزارة الصحة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب