النموذج الثوري الرفيق المشتبك: عمر صلاحات
التنظيم: حزب الشعب الفلسطيني
المسمى التنظيمي: عضو القيادة التنظيمية في بيت لحم
مدة الاشتباك: خمس ساعات متواصلة مع العدو وقواته الخاصة
مكان الاستشهاد: مدينة بيت لحم
مقاتل ومثقف ثوري ومارس نشاطه الجماهيري حتى عام 2002 تلك السنة التي قرر فيها العدو قلب الطاولة على المسار التفاوضي والبدء في اجتياح مدن الضفة الغربية. قرر الشهيد البطل البدء في ملاحقة العدو في صليات الرصاص التي لا تساوم على الثوابث ولا تعرف الاستسلام والتسوية.
يهم عمر بمغادرة مكتب الحزب في بيت لحم ويصافح الرفاق وينزل ذلك الدرج ويخرج نحو الشارع. عمر ممتشق سلاحه فهو يعلم جيدًا حجم الخطر المحدق من القوات الخاصة والمستعربين، يسير في شوارع بيت لحم القديمة.
الأخبار تتوالى ويعم الجمود، ما الذي يحدث؟
كل بيت لحم تسمع صوت الرصاص، انه عمر صلاحات.
أتقصد الرفيق؟
أجل الرفيق.
يخوض معركة ضد الجيش الاسرائيلي، أقاويل هنا وهناك وعمر لا يهتم ولا يسمع، يركض نحو الجزء الآخر من الشارع. عمر يأخذ متراسا وكتفه تلامس الجدار الذي يعرفه جيدًا ، صوب m16 وأعطى نفسه المجال كي يركز في تصويب صليته وأعطى لنفسه الفرصة كي يتذكر الأهل والأصدقاء والرفاق ويستجمع الحقد المقدس ضد العدو ويضغط على الزناد مزلزلا بذلك هدوء جنود الاحتلال ويفتح معركة استمرت خمس ساعات وكأنها دهر من القتال.
وهل تسقط عاصمة السماء بغير قتال؟
يزيل المخزن الأول ويقذفه نحو الأرض ويضع المخزن الثاني...
أزيز الرصاص من الميركافا يفقد السمع
الحجارة تتطاير بفعل الرصاص المقذوف نحوه
عمر يأخذ الجدار متراسا ويُخرج نصف بندقيته التي تتزين بالعصبة الحمراء ويطلق نصف مخزن الرصاص ويعود بسرعة. خمس ساعات مستمرة ومقاتل يصد الجيش المدجج بأعتى الأسلحة...
وبقي يشيل الراية وحده عن البلاد والرفاق ويضع شعار رفاقه في الدرب المنجل والشاكوش على صدره وكأنه يترجم القسَم الشيوعي في الفعل ورد الفعل في شظايا الحجارة وهي تجرح وجهه ولكنه لا يهتم لا يزال يعطي ما لديه من رصاص ضد الآليات المتقدمة والجنود. التفجيرات تُسمع في أنحاء متفرقة ، بيت لحم تتعرض للاجتياح من كل الجهات.
القذائف تنهمر، الهدوء عم المدينة وعمر لا زال خلف المتراس وينهمر الدم منه محتضنا سلاحه ويبتسم نحو المقاتلين الذين تسللوا من الزقاق نحوه، يقول في نفسه اذا كان عمر صمد خمسة ساعات فكيف في ذلك الرتل من المقاتلين إذًا ستصمد مدينة السماء...
يعطي سلاحه للمقاتلين...
كلكم الآن عمر.
ويلفظ عمر أنفاسه الأخيرة ويستشهد ويفتح هؤلاء الثوار نار الجحيم من أجل حق عمر عليهم صوب الجنود وصوب مستوطنة جيلو الصهيونية وهم يقولون كل المدينة تحولت عمر...
ويأتي صوت من داخل المهد يا صلاحات يا صلاحات لا للمصالحات.
(طولكرم)
إضافة تعقيب