كتب: عمر سعدي
الشيخ المجاهد يوسف عبد الخالق الحايك (ابو احمد) – 1900-1982
في سياق حديث الحاج (ابو محمد)عن المجاهد (ابو ابراهيم الصغير) قال: لا انسى انه كان له صنو في الجهاد ورفيق درب وزميل في حمل، وهو الثالوث او كما يقولون ثالثة الاثافي للمجاهِدَين، محمود الحيك وابو ابراهيم الصغير هو الشيح المجاهد يوسف عبد الخالق الحايك (ابواحمد) ابن قرية اندور، اذهلنا الحاج أبو سليم صديقي وانا عندما توقف عن الحديث وصمت قليلا ثمّ راح صوته يهدر كقصف الرعد ليقول: أُقسِمُ بالله العظيم انني لا اتحدث الا الصدق وكل ما اقوله هو الصدق بعينه، فاهتززت من الاعماق واندفعت وقاطعته قائلا: لا يا حاج لا حاجة للقسم انت انسان صالح حسن الطوية وطيّب السيرة، ما عرفنا عنك الاانك رجل صادق.
ثم تابع حديثه فقال: عُرِفَ عن الشيخ يوسف الحايك انه كان حسن السجايا خلوقًا وورعًا وثائرا على المستعمر البريطاني، وكان من اوائل المجاهدين والوطنيين الذين حثوا على تثوير الجماهير من خلال الخطب والحديث في الاندية لاستنهاض هممهم واثارة غضبهم وزرع الحماس في نفوسهم،فقال: تعرف على الشيخ القسام في مسجد الاستقلال واستمع الى خطبه الحماسية، دفعه حسّه الوطني والثوري الجارف كما تناقلته ألسُن اهل اندور وما رواه لي والدي، ان باكورة عمله الجهادي أنه قام بمهاجمة معسكر بريطاني في مستعمرة (سمخ) في ضاحية طبريا مع مجموعة من المتطوعين، واستطاعوا ان يلحقوا اضرارا جسيمة بالمعسكر وخربوا ودمروا جميع محتوياته. فاوكل له الشيخ القسام مهمة القضاء والحكم في الثورة يساعده في ذلك الشيخ احمد طه امام القوى الثورية القسامية.
شهدت فترة عمله بالقضاء الاستقامة والعدالة في الحكم وساد فيها الاستقرار والامان، ترك مهمة القضاء بعد معركة (تل بدرية) التي استشهد فيها شقيقاه سالم وصالح الحايك. امتشق سلاحه وانضم الى صفوف المقاتلين ونزل الى الميدان في حيفا اذ قام بمهاحمة الدوريات ومراكز الشرطة البريطانية في حيفا ومنطقتها عتليت والطيرة ومجدو، فلمع اسمه في الثورة ورقّته القيادة العامة للثورة الى رتبة قائد فصيل. خلال هجماته حوصر وفصيله في احدى المعارك في حيفا وقد نفدت منهم الذخيرة وقد نجوا باعجوبة، وبعد هذا الحدث المؤلم قرر الانتقال الى منطقة الناصرة ليعمل جنبا الى جنب مع رفيق دربه (ابو ابراهيم الصغير) ابن قريته اندور، كما ويشهد له الناس انه شارك بفصيله في معركة ناصر الدين جنوب طبريا ثم في معركة طبريا ثم في معركة دبورية والمجدل والشجرة والناصرة.
كانت بطولاته عديدة وفي اماكن مختلفة من فلسطين اطرق قليلا الحاج ابو محمد وكأني به استجمع ما بقي في مخزون ذاكرته من بطولات هذا المجاهد ليرويه لنا ثم استأنف حديثه قائلا، عرف عنه ان الشيخ المجاهد (ابو احمد) كان يطمح بالشهادة على ارض فلسطين وعندما اخفقت الثورة عاد الى مسقط رأسه وهو يتحرق بالحسرة على ما المّ بالثورة من فساد والى ما آلت ليه من فشل، وعندما نشبت حرب 1948 عاد يمارس نشاطه القتالي ضد عصابات الارغون وشتيرن والهاغانا والبلماح التي راحت تهاجم القرى الفلسطينية وتجتاحها، فتقهقر جيش الانقاذ وغادر البلاد وانسحبت الجيوش العربية وحلّت النكبة، فهجر البلاد الى الاردن وعاش هناك، فقال الحاج ابو محمد: كنت ازوره واهالي اندور الذين لجأوا هناك كلما كانت تسنح لي الفرصة. ومما حدثني وكشفه لي الشيخ المجاهد (ابو احمد) وكان مثيرًا وأثّر في نفسي: ان القائد الفلسطيني ابو عمار ياسر عرفات عرّج على بيتي عدد من المرات قبل تأسيس المنظمة وكان يسترشد عن كيفية حرب العصابات واساليب وطرق العمل الفدائي. عاش مهجرا وهو ينتظر العودة وظل يحلم بذلك الى ان وافته المنية في الأردن في مكان اقامته سنة 1982. انهى حديثه الحاج ابو مجمد وقال هذه الامانة كنت اود ان انقلها عن المجاهدين الابطال ابناء قرية اندور التي اعتز بالانتماء لها.
إضافة تعقيب