news

اليوم باراك اوباما رئيسا في "البيت الابيض"

اليوم الموافق للعشرين من شهر كانون الثاني، يتسلم الرئيس الامريكي المنتخب، باراك اوباما، رسميا مهامه في "البيت الابيض" باعتباره الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة الامريكية، وقبل ان نعرف "خيره من شره" على ساحة ممارسة اعماله نود التأكيد اننا وملايين وحتى مليارات البشر من مختلف شعوب وبلدان وقارات عالمنا، وبضمنها شعبنا العربي الفلسطيني، يملأ قلوبنا وعقولنا الغبطة والسرور بانتهاء مدة رئاسة وانقلاع نظام ادارة بوش واليمين المحافظ، نظام عولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم، الذي باستراتيجية البلطجة والعربدة العدوانية والحروب الدموية التدميرية اجرم بحق الكثير من الشعوب فاحتل ودمر العراق وافغانستان ودعم الاحتلال الاسرائيلي وكان شريكا في ارتكاب الجرائم والمجازر والتدمير ضد الشعب اللبناني ومقاومته الوطنية وضد الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته وحقوقه الوطنية الشرعية بالتحرر والاستقلال الوطني فجرائم حرب المجازر والابادة والتدمير التي ارتكبها المحتل الامريكي في العراق والفلوجة والغازي الاسرائيلي في قطاع غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة ستلاحق بوش وتشيني ورامسفيلد ورايس وعصابة القتلة من سياسيين وعسكريين اجرموا بحق الشعب العراقي واولمرت وبراك وليفني ومختلف القادة السياسيين والعسكريين الملطخة اياديهم بدماء اطفال ونساء وشعب فلسطين، ستلاحق جميع هؤلاء وغيرهم لتسليمهم الى ايدي العدالة كمجرمي حرب اعداء الانسانية وكي ينالوا عقابهم الذي يستحقونه.
بمناسبة تسلمك مقاليد الحكم نتمنى لك النجاح في تجسيد التغيير الذي وعدت به يا باراك اوباما، وبرأينا ان ما هو مطلوب ليس تغييرا كوسماتيكيا شكليا لا يمس جوهر الموقف من القضايا الاساسية التي تواجه عالمنا وشعوب كوكبنا الارضي، التغيير الجدي يتطلب اولا يا اوباما طلاقا كاثوليكيا لاستراتيجية البلطجة وعولمة ارهاب الدولة الامريكية المنظم التي انتهجتها ادارة بوش لفرض هيمنة القطب الامريكي الاوحد تحت يافطة "الحرب الكونية ضد الارهاب". وقد ثبت فشل هذا المنهج المستند الى شريعة الغاب على ساحة العلاقات الدولية، وانه لا مفر من التعامل على اساس عالم متعدد الاقطاب والمصالح مبني على علاقات التعاون والمنافع المتبادلة في ظل سيادة الامن والسلام العالميين.
لقد صرحت يا حضرة الرئيس اوباما قبل عدة ايام، وفي خضم جرائم حرب المذابح والتدمير الاسرائيلية في قطاع غزة، صرحت بانك حال تسلمك مقاليد السلطة ستباشر العمل في موضوع الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني – العربي. ما نطلبه من حضرتك وادارتك الجديدة ان لا تكونوا بمواقفكم صورة طبق الاصل لمواقف من سبقوكم في "البيت الابيض" خلال اكثر من الستين سنة الماضية، ومنذ نكبة الشعب العربي الفلسطيني وقيام اسرائيل ان لا تكونوا منحازين في اطار تحالف استراتيجي عدواني مع اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الشرعية. فانحيازكم المشحون بدعم العدوانية الاسرائيلية عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وتحويل اسرائيل الى مخفر استراتيجيتكم في المنطقة، هذا الانحياز وهذا الدعم قد فشل فشلا ذريعا في اخماد انفاس مقاومة الشعب الفلسطيني العادلة والمتواصلة ونضاله لكنس الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي المدعوم امريكيا وانجاز حقه الوطني الشرعي بالحرية والدولة والقدس والعودة. اكثر من ستين سنة من التنكر والعدوان الاسرائيلي – الامريكي للحقوق الشرعية الفلسطينية وتطريز وتخطيط مختلف المشاريع التآمرية والحروب العدوانية لم تستطع ابدا املاء شروط استسلامية تصادر ثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية الاساسية ولم تستطع تحقيق الامن والاستقرار والسلام في المنطقة. فحتى "لا تكسر عصاتك من اول هواتك" يا باراك اوباما فان ما نطلبه من حضرتك ان تكون عادلا ومتوازنا في الموقف من قضية الصراع. فحقيقة هي انه لا يمكن بناء جسور السلام والامن والاستقرار في المنطقة اذا لم تكن مبنية على قواعد العدل والمساواة في اخذ كل صاحب حق حقه. ولا سلام او امن او استقرار بدون زوال الاحتلال الاسرائيلي عن الهضبة السورية ومزارع شبعا اللبنانية والمناطق الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة.

الاتحاد