ثورة الغضب والاحتجاج، انتفاضة جماهيرية عفوية، انطلقت من مختلف مدننا وقرانا العربية، من حيفا وطمرة وشفاعمرو والبعنة والدير والطيبة والطيرة وقلنسوة وابو سنان وكفر ياسيف وجديدة والمكر وتتوجت بمظاهرة الالوف المؤلفة في عاصمة الجماهير العربية والكفاح الناصرة الدمقراطية، ثورة غضب واحتجاج وألم عبرت جماهيرنا العربية الفلسطينية ان من خلالها من يسفك دمهم من الفلسطينيين في قطاع غزة على ايدي الجزارين المحتلين الاسرائيليين هم شعبنا من لحمنا ودمنا واقاربنا في الدم واخوتنا في مأساة النكبة والتهجير، فغالبية سكان غزة والمخيمات هم من اللاجئين المهجرين قسرا ابان نكبة الثمانية والاربعين بعد ان هدمت قراهم في الجليل والمثلث ومدن عكا وحيفا واللد ويافا والرملة وفي النقب العربي، فثورة غضبنا واحتجاجنا لا تقف عند حدود التضامن مع شعبنا المنكوب في غزة وباقي المناطق المحتلة واعلان استنكارنا وتنديدنا بالمذبحة الدموية التي ارتكبها الجزارون الاسرائيليون في قطاع غزة. فموقفنا ليس فقط تصعيد الكفاح لوقف العدوان فورا، بل مواصلة تصعيد الكفاح وبأوسع وحدة صف كفاحية عربية – عربية وعربية يهودية لزوال الاحتلال الاسرائيلي ودنسه الاستيطاني وانجاز الحق الوطني الشرعي الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة.
ان التحالف الثلاثي الدنس الذي سبب النكبة الفلسطينية وحرم الشعب العربي الفلسطيني من حقه الوطني الشرعي بالاستقلال الوطني وبالدولة المستقلة، تحالف الامبريالية والصهيونية وتواطؤ بعض انظمة الرجعية العربية معهما هو نفس التحالف الثلاثي الدنس الذي يشارك في تنفيذ مؤامرة المجزرة الدموية بهدف كسر المقاومة الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع.
ففي جميع مظاهرات وتظاهرات الغضب والاحتجاج في كل مكان في بلادنا وفي مخيمات الشتات القسري في لبنان وسوريا والاردن ومصر وغيرها هتفت الجماهير الفلسطينية والعربية مطالبة بتجاوز مآسي الانقسام واعادة اللحمة الى الصف الوطني والوحدة الى جناحي الوطن المحتل في الضفة والقطاع "يا عباس ويا هنية رصوا الوحدة الوطنية" خدمة للمصلحة الوطنية في مواجهة المحتل وتحقيق الهدف الاستراتيجي الفلسطيني بالتحرر والدولة والقدس والعودة. والى جانب تجنيد اوسع تضامن عربي وعالمي لدعم الكفاح العادل للشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم المحتلين وانجاز حقوقه الوطنية فان التاريخ لن يبرئ انظمة التخاذل العربي المتواطئة مع جرائم المحتلين. لا يكفي اليوم عقد اجتماع قمة لتطريز بيان استنكار وادانه، فالواجب الوطني يستدعي اتخاذ اجراءات عملية لكبح جماح العدوان الاسرائيلي ونصرة الحق الوطني الفلسطيني، الواجب الوطني يستدعي قطع العلاقات الدبلوماسية القائمة بين مصر والاردن وموريتانيا مع المحتل الاسرائيلي، وقطع مختلف اشكال التطبيع العربي – الاسرائيلي وتفعيل المقاطعة العربية بمعاقبة مؤيدي وحلفاء العدوان الاسرائيلي، ضرب مصالح امريكا في المنطقة التي لم تدن المجزرة في غزة بل دانت حماس وحملتها المسؤولية، ولأمريكا مصالح اقتصادية واستراتيجية كثيرة في البلدان العربية، وليكن الموقف من الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية محكا للتعامل مع البلدان الاخرى وربط التطبيع مع اسرائيل بمدى التقدم الجدي في العملية السياسية نحو التسوية العادلة، ولنصعد المعركة التضامنية مع شعبنا ولندن الاجماع القومي الصهيوني، جميع الاحزاب الصهيونية التي ايدت المجزرة الهمجية في قطاع غزة ونحيي القوى التقدمية اليهودية التي تظاهرت ادانة لمجزرة المجرمين المحتلين.