news

معنى انضمام جبهة النضال الشعبي لـ"الاشتراكية الدولية"

صوتت "الاشتراكية الدولية" في مؤتمرها السنوي العام المنعقد في جنيف، لصالح قبول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضوًا استشاريًا في هذه المنظمة الأممية الهامة التي تضم في عضويتها أحزابا اشتراكية ديمقراطية فاعلة وقوية من كافة أنحاء العالم، حيث قدمت جبهة النضال بصفتها من الأحزاب الوطنية الديمقراطية الفلسطينية والتي تسعى جاهدةً نحو التحول إلى حزب اشتراكي ديمقراطي طلبًا لقبول عضويتها بصفة عضو استشاري بالاشتراكية الدولية.
قبلت الهيئة العامة لمؤتمر الاشتراكية الطلب في تصويت علني قوبل بترحاب وطني باعتباره انجازا فلسطينيا جديدا، وبقبول طلبها تصبح جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ثالث حزب فلسطيني يحرز عضوية هذه المنظمة، وهي على التوالي "حركة فتح" التي أحرزت العضوية الكاملة مرورًا بمختلف مراحلها، و"حركة المبادرة الوطنية" التي تشغل عضوًا مراقبًا، واليوم تحرز جبهة النضال الشعبي موقعًا متقدمًا بصفتها عضوًا استشاريًا، وهي مرحلة أعلى من العضو المراقب.
إن هذا الانجاز الفلسطيني مهم جدًا ويخدم القضية الفلسطينية على كافة المستويات كون الاشتراكية الديمقراطية تشكل منبرًا أمميًا كبيرًا وهامًا حيث سيتم العمل على توظيف هذا المنجز بانخراط جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في المنظومة الاشتراكية الديمقراطية الدولية ونسج العلاقات الدولية مع أحزاب وقوى  العالم من مختلف الدول للتأثير الايجابي نحو دعم القضية الفلسطينية وإسناد الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني على طريق إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال الوطني الناجز.
 إن الجبهة وكما أعلن الرفيق د. أحمد مجدلاني، أمين عام الجبهة في كلمته التي ألقاها بالمؤتمر ستوظف عضويتها في هذا المنبر الأممي الكبير والهام في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني ونضاله من اجل الحرية والاستقلال والخلاص من آخر وأطول احتلال استعماري في العصر الحديث، وخدمة قضايا ومبادئ الاشتراكية الأممية والعدل والحق الدولي.
بعد أن التحقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني رسميًا في الاشتراكية الدولية وهي تسعى جاهدةً في التحضير لعقد مؤتمرها الوطني العام الثاني عشر لترسيخ عملية التحول إلى حزب اشتراكي ديمقراطي، فالمطلوب الآن أن تكون هناك تحركات نوعية تعكس هذا التحول وهذه المكانة الدولية التي تحظى بها جبهة النضال الشعبي التي ظلت على الدوام وفية لمبادئها وقيمها الوطنية والنضالية وأصول عملها التنظيمي والحزبي.
هذا الاجتماع الهام والذي ينعقد للاشتراكية الدولية في جنيف والذي تشارك به الجبهة، مطلوب منه أن يكون داعمًا لحقوق الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني وان يتم إدانة الاحتلال وممارساته وعدوانه وان يتم الضغط على الحكومات لحسم موقفها دعمًا وتأييدًا للحقوق الفلسطينية وللشرعية الدولية ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
مؤتمر الاشتراكية الدولية والذي تحضره عشرات الأحزاب الفاعلة في العالم عليه اليوم مسؤولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة، ونقل معاناته إلى الدول التي تمثلها، فإرهاب الاحتلال المتواصل والتعامل معه كأنها فوق القانون سيجلب المزيد من عدم الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط.
بكل تأكيد فان تصويت "الاشتراكية الدولية" لصالح قبول طلب جبهة النضال الشعبي خطوة هامة تعتبر دعمًا للنضال الوطني وتطلعات الشعب الفلسطيني، وحقوقه المشروعة فوق ترابه الوطني في ظل ما يتعرض له من تهديد جدي يستهدف وجوده وقضيته الوطنية العادلة وحقوقه المشروعة والتي تقرها القوانين والقرارات الدولية.
هذه الخطوة تكتسب أهمية مضاعفة كونها تأتي عشية احتفالات الجبهة وشعبنا الفلسطيني بذكرى انطلاقتها الحادية والخمسين من جانب، وفي ظل توجه الجبهة للتحول إلى حزب اشتراكي ديمقراطي، وان جبهة النضال الشعبي ومن موقعها الجديد تريد أن تسهم أيضا في النضال الأممي من أجل ترسيخ مبادئ الاشتراكية والديمقراطية والعدل على المستويين الوطني والدولي.
يحق لنا أن نفتخر بهذا المنجز الذي حققته الجبهة بجهود أمينها العام وقيادتها الواعية لتعزيز دورها ومكانتها كقوة سياسية وتنظيمية لا يستهان بها، وأيضًا تأكيدًا على صوابية أطروحاتها وواقعيتها وثقتها بالمستقبل الذي سيكون للجبهة دون شك بفعل إصرارها على العطاء وعلى العمل وعلى المراجعة النقدية الدائمة لتبقى جبهة النضال الشعبي الفلسطيني طليعة وطنية ديمقراطية تقدمية.