news

يوم السبت الدامي

اليوم السبت 27\12\ 2008 وقبل أن ينتصف النهار بقليل حلقت غربان الموت في سماء قطاع غزة وعلى حين غرة ألقت حممها لتحصد أرواح العشرات من أبناء شعبنا الصامد في القطاع ، رؤوس مقطوعة وأطراف مبتورة و أشلاء متناثرة مخضبة بدماء زكية سالت اليوم لتروي ارض القطاع الحبيب ، رائحة اللحم المحترق بحمم قذائف العدوان فاحت في أجواء القطاع الذي افتقد سكانه خلال الأيام الأخيرة رائحة الخبز وجثث الشهداء المتفحمة أكوام في الساحات، أطفال يتراكضون في الأزقة على ظهورهم تتدلى حقائبهم المدرسية يصرخون مولولين من هول الفجيعة، أمهات يتراكضن إلى المستشفيات والمراكز الطبية يبحثن عن عزيز فقد، سيارات الإسعاف تزأر وعشرات وسائل النقل تجوب الشوارع بشكل جنوني وكأن يوم الحشر قد حل . هذا هو الحال في يوم السبت الدامي  الذي عاشه قطاع غزة أكثر من ستين  طائرة معادية انقضت عليه بشكل مفاجئ لتحصد حتى كتابة هذه السطور أرواح ما يزيد  عن مائتي مواطن وأكثر من خمسمائة جريح وتشير كافة المؤشرات على إمكانية ارتفاع عدد الشهداء نظرا لخطورة حالة عشرات الجرحى كلهم من أبناء شعبنا دمهم دمنا ولحمهم المحترق هو لحمنا بدون شك  شعبنا اليوم كله نزف رغم حالة الانقسام المؤلم  اليوم تعالت الأصوات المبحوحة لتقول بالبلدي عمر الدم ما ما صار ميه.

 


حتى كتابة هذه السطور الغارات الإسرائيلية لم تتوقف ونزيف الدم متواصل الشهداء يتساقطون واحد بعد الأخر، المجزرة الدموية اليوم تضاف لمئات المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق  شعبنا الفلسطيني/جثث الشهداء الملقى في الساحات العامة وثلاجات الموتى تعيد للأذهان أكوام جثث الشهداء في صبرا وشاتيلا وشهداء عشرات المجازر الإسرائيلية. كل ذلك حصل اليوم السبت على مرأى ومسمع العالم اجمع ولم نحظى إلا بحملات شعبية ومظاهرات تضامنية مع شعبنا أما على المستوى الرسمي فلم نحظى إلا ببيانات استنكار من باب رفع العتب ليس إلا . الدم الفلسطيني المسكوب بغزارة يوم التوحد رغم الأنوف وخط معالم الوحدة التي يتوق لها شعبنا، في الميدان توحد الشعب وتوحد الدم واختلطت الأشلاء وسكبنا معا الدم والدمع أفلا يكفي هذا للعودة للرشد ومغادرة الانقسام واستعادة الوحدة .
27\12\2008


* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني