news

ارتفع الصوت، ولن يصمت

شهد العالم أجمع أمس، مظاهرات، اجتاح فيها الآلاف، لا بل عشرات الآلاف الشوارع، رفضًا للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وتنديدًا بالصمت الدولي والعربي على هذا العدوان.
وجاءت هذه المظاهرات، ومن ضمنها مظاهرة عشرات الآلاف في سخنين، والمظاهرة الضخمة بمشاركة آلاف العرب واليهود في تل أبيب، للتأكيد على الرفض التام للسياسة الدموية التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني عمومًا، وضد أبناء قطاع غزة تحديدًا، هؤلاء الصامدين تحت القصف اليومي، مع سقوط مئات الشهداء، وآلاف الجرحى، وتشريد عشرات الآلاف.
إنّ سياسة إسرائيل، والدعم الدولي لها، التي تؤدي إلى سقوط عشرات الشهداء يوميًّا، تقع في خانة جرائم الحرب، التي تجدر محاكمة المسؤولين عنها، إلا أنّ موازين القوى في العالم اليوم، غيّرت ميزان العدل، وجعلت الأقوى ينجح في فرض ما يريد على الأضعف.
مظاهرة سخنين بالأمس، التي شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين العرب والدمقراطيين اليهود، ومظاهرة تل أبيب التي أعقبتها مساء، أوضحت الصورة الحقيقة، أنّ لا إجماع في هذه البلاد على الحرب الدموية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأنّ هذه الحرب، كلما استمرت أكثر، وكلما ازداد عدد ضحاياها الأبرياء، سوف تزيد من عدد الرافضين لها، يومًا بعد يوم، كما جرى مع حروب إسرائيل المجنونة كلها.
علينا، نحن قوى اليسار والدمقراطية، في إسرائيل، وفي كل مكان في العالم، أن نسمع صوتنا ضد العدوان الهمجي، وأن لا نكتفي بمظاهرة ضخمة مثل مظاهرة سخنين أو مظاهرة تل أبيب. صوتنا انطلق في الأمس، وممنوع أن يصمت.

الاتحاد