لليوم الحادي عشر على التوالي يواصل المحتل الاسرائيلي حرب الابادة والمجازر في قطاع غزة بمشاركة مختلف قواته الجوية والبحرية والبرية التي بدأت زحفها الكارثي قبل يومين، وباستعمال احدث اسلحة القتل والتدمير العصرية والامريكية الصنع. وبالرغم من جرائم الحرب الدموية التي يرتكبها المجرمون الاسرائيليون من مجازر دموية قصفت ارواح الالاف من الشهداء والجرحى من مدنيين وعسكريين من اطفال ونساء وشبان ومسنين، وبالرغم من عمليات التدمير المنهجي للبنية التحتية من مقرات ومدارس وجوامع وجامعات واحياء سكنية ومبان رسمية، بالرغم من كل ذلك الذي يجري امام انظار العالم فانه في الوضع العالمي المهتوك القائم اليوم لم تتحرك أي من الهيئات الرسمية العربية او الاسلامية او العالمية بشكل جدي لوقف جريمة الجزار المعتدي ولتلبية نداء الصرخة الجماعية من حناجر ملايين المشاركين في مظاهرات الاحتجاج والغضب في جميع بلدان وقارات العالم التي تندد بجرائم المعتدي الاسرائيلي وبوقف نزيف دم عدوانه ويرفع الحصار وفتح المعابر عن قطاع غزة، شعب شقيق ينزف دما، وبضغط انظمة التخاذل والتواطؤ العربية لم تعقد قمة عربية ولم تتجرأ جامعة الدول العربية على اتخاذ موقف جدي واجراءات عينية لكبح جماح ووقف العدوان الاسرائيلي. الفيتو الامريكي مجند اليوم كما كان مجندا دائما في منع أي ادانة للعدوانية الاسرائيلية او اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي يوقف حرب الابادة الاسرائيلية.
حراك سياسي – دبلوماسي نشيط هذه الايام حيث تبذل جهود لوقف العدوان – ولكن باية شروط يجري الاتفاق على وقف العدوان؟ الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية يرفضان اية تسوية تساوي بين الجزار الاسرائيلي وضحيته، وزيرة الخارجية في حكومة الكوارث تسيبي ليفني رفضت في لقائها مع نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف تدخل وساطة روسية، وصل امس الرئيس الفرنسي ساركوزي الى اسرائيل لبذل جهود لوقف العدوان، ولكن ما يلوح في الافق وحسبما كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس الاثنين، هو نسج خيوط مؤامرة تحيكها حكومة اسرائيل بالتنسيق مع الادارتين الامريكية والالمانية لاملاء تسوية احادية الجانب على حماس في غزة. وحسب خطة هذه المؤامرة تواصل اسرائيل زحفها الاجرامي ومجازرها في قطاع غزة وقتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ومن حماس ومختلف فصائل المقاومة الفلسطينية بشكل يهد حيل ويضعف قوة حماس.. وفي مثل هذا الوضع الذي يستمر عدة ايام اخرى يجري املاء الشروط الاسرائيلية وبدعم امريكي، مثل اقامة منطقة عازلة على شريط فيلادلفي يساعد "المهندسون" الامريكيون والمصريون باقامته، ويضمن الجيش المصري تسريب اسلحة الى قطاع غزة وهدم الانفاق وبناء جدار عازل ويوضع معبر رفح تحت مراقبة قوات السلطة الفلسطينية والمصرية والرقابة الدولية، وتضمن الخطة اطلاق سراح الاسير الاسرائيلي غلعاد شليط دون أي حديث عن اطلاق سراح احد عشر الف اسير فلسطيني في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي. خطة للاستسلام الفلسطيني حسب الاملاءات الاسرائيلية الامريكية وليست خطة للتسوية ولتهدئة جديدة افضل من سابقتها. ونحن على يقين بان صمود الشعب الفلسطيني في وجه الغزاة وبتضامن الضغط الدولي المتزايد سيهزم المعتدين ويقذف بخطة مؤامرتهم الى مزبلة التاريخ ويخلق ظرفا جديدا وموازنة جديدة للصراع تجعل الموقف الدولي على قناعة انه لا مفر من فرض قرار دولي يتخذ مجلس الامن الدولي يلزم حكومة المجازر على وقف نزيف الدم ورفع الحصار وفتح الطريق امام تسوية عادلة.