news

المتصوّف والثائر سعيد الكرمي

ولد الشيخ سعيد بن علي منصور الكرمي في مدينة طولكرم، واليها نسب، وبعدما انهى دراسته الابتدائية سافر الى مصر والتحق بالازهر وحضر مجالس جمال الدين الافغاني ودروسه، ولما انهى علومه عاد الى فلسطين فعين مفتشا للمعارف في قضاء طولكرم، ثم مفتيا للقضاء نفسه.
وفي فترة لاحقة انتمى الى حزب اللامركزية الادارية العثماني، وعندما قامت الثورة العربية (1916م)، القت السلطات العثمانية القبض على الشيخ سعيد وعدد كبير من اعضاء حزبه وساقتهم الى المجلس العرفي في عالية لبنان، وذلك بتهمة التحريض الثوري، وحكم عليه بالسجن المؤبد وعلى بعض اخوانه المعتقلين بالاعدام، ولكن افرج عن الشيخ بعدما سجن عامين وسبعة شهور في سجن دمشق، وكان ذلك بعد هزيمة الأتراك وانسحابهم من البلاد. وعين عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1920م، ثم رحل الى عمان ليشغل منصب قاضي القضاء حتى عام 1926م فغادرها الى بلدته طولكرم حيث بقي هناك الى ان وافته المنية.
كان الشيخ سعيد كاتبا وشاعرا مقلاً، ولا يعرف له في النثر الا رسالة في التصوف عنوانها "واضح البرهان في الرد على اهل البهتان" وقد طبعها سنة 1875م، بما شعره فيجنح الى اللفظة الجاهلية والصورة الصحراوية، ولكنه حسن السبك متين العبارة.
وهو فوق ذلك خطيب مفوه وعالم بالتصوف والفقه واسرار اللغة وعلوم القران والتاريخ والسيرة وغير ذلك من المعارف، وكان له بين الناس حظوة مثلما كانت له مكانة رفيعة عند ذوي الشأن.



  (جت- المثلث)