news

هُراء الفتى الغرّ كوشنر!

يتنقل بين عواصم منطقتنا في هذه الأيام فتى غرّ يحمل درجة صفر في المعرفة السياسية ومثلها في الخبرة التفاوضية، إسمه جاريد كوشنر، وقد أوفده "حموه" دونالد ترامب لإبرام ما لا يقل عن "صفقة قرن" لأكثر المناطق سخونة وتوترا في العالم.. الشرق الأوسط! ويتساءل المرء: من هو الأكثر حمقًا، أهو المبعوث أم من أوفده؟ والجواب: يجوز الوجهان.
هذا الفتى الغرّ يهدد القيادة الفلسطينية بقبول املاءات الإدارة الأمريكية وإلا فسوف يتم اعلان الخطة التي وضعتها واشنطن وكأنها الحاكم المطلق لهذا العالم! حسنًا، ولو أعلنوها، ماذا بعد؟ هل سيحوّلها هذا الى حقيقة ميدانية ناجزة؟ هل ستتطبق بنودها من تلقاء نفسها؟ هذا هراء. وهو هراء ملائم جدًا لهذه الزمرة من الجهلة في تعقيدات منطقتنا وصلابة وثبات قضاياها وفي مقدمتها، عند درّة التاج فيها، قضية فلسطين!.. نقصد تاج الحق والعدل وليس تيجان ملوك وأمراء عديمي القيمة والقامة يلعبون دورهم التقليدي المرسوم لهم كوكلاء للاستعمار ضد شعوب منطقتنا وأولهم شعبنا الفلسطيني..
إن جبابرة ومتغطرسين كثر من الولايات المتحدة حاولوا فرض املاءاتهم على الشعب الفلسطيني وقيادته.. جميعهم غابوا عن الساحة وعن الشاشة وظلّ الحق الفلسطيني ساطعا. فهناك أمور – يجب أن يفهم الامبرياليون وتوابعهم- لا تقبل البيع والشراء والمقايضة والصفقات؛ وهذا ما يجب أن يفهمه أيضًا الفتى الغرّ المغرور الفارغ الذي يتنقل من عاصمة لعاصمة وكأنه يحمل مفاتيح أبواب التاريخ!
ويبقى الأهم في هذا المشهد الكاريكاتوري، هو مواصلة الصمود الفلسطيني الواعي المتفائل المقاوم ضد أية محاولات لبيع حقوق هذا الشعب في أسواق الخليج وغيرها، بما يدرّ الأرباح على حكامه وحكام اسرائيل. هذا هو السلاح الأمضى والأشدّ لصد الإملاءات المتغطرسة، وهذه هي المرساة الأقوى لمنع إغراق سفينة الشعب الفلسطيني وبقائها ماضية نحو برّ أمانها – نحو الحرية والحق والعدل والسيادة!