عندما بدأ القادة الصهيونيون بالتخطيط لقيام دولتهم اسرائيل اخذوا يفكرون ويبحثون في كيفية ترحيل كل شعبنا الفلسطيني عن ارضه ووطنه حتى تصبح دولة اسرائيل دولة لشعب واحد وطائفة واحدة، وهكذا بكل بساطة تصبح المعادلة: انه شعب يعيش في الشتات هنا وهناك يحل محل شعب موحد يعيش على ارضه ووطنه ويصبح لاجئا ومشتتا هنا وهناك، وكل هذا الاجرام والظلم يتم تحت بصر العالم ودون حسيب او رقيب من أي قوة في العالم، لا بل يتضامنون مع هؤلاء المجرمين دون وازع من ضمير وفعلا استطاعت الحركة الصهيونية تحت التهديد والترهيب والتخويف ان ترحّل وتشتت العدد الاكبر من ابناء شعبنا الفلسطيني، وما تبقى في ارض الوطن متشبثا في بيته وارضه هم القلة القليلة، فبعد ان استعملت الحركة الصهيونية القوة لترحيل العدد الاكبر من ابناء شعبنا عن وطنه، بعد قيام دولتهم لجأوا الى طرق اكثر دبلوماسية واكثر حنكة في ترحيل البقية الباقية من ابناء شعبنا بطريقة التضييق أي التيئيس، التضييق في كل مجالات الحياة من العِلم الى العمل الى تمثيلنا في البرلمان، وبذلك يتم تهميشنا جسديا ونفسيا، جسديا أي العمل فقط بالاعمال الشاقة كحطابين وسقاة ماء، ونفسيا بتحطيم احلامنا وطموحاتنا بالسير مع الركب الحضاري للشعوب الاجنبية، وبذلك نصبح في وطننا اشبه بالايتام على مائد اللئام أي لا حول لنا ولا قوة، وكل هذا التهميش ينتج عنه اليأس والرحيل عن وطننا طواعية دون حاجة لاستعمال القوة، لكن اين هذه المخططات الجهنمية وحزبنا الشيوعي الاسرائيلي لها بالمرصاد منذ ان قامت دولة اسرائيل الى يومنا هذا، فحزبنا الشيوعي اخذ بنا الى بر الامان من هذه العواصف الصهيونية الهوجاء، فعمل على تثقيفنا وتعليمنا وفتح عيوننا على كبر وفظاعة المأساة التي حلت بشعبنا، فمنذ اللحظة الاولى لقيام دولة اسرائيل ايقن قادة حزبنا الشيوعي ايقانا جازما انه فقط بالعلم والتثقيف والسير مع الركب الحضاري للشعوب الاجنبية بامكاننا ان نواجه كل هذه المخططات الصهيونية، ونحن ابناء الشعب الفلسطيني الوحيدون في هذا العالم العربي الذين اعتمدنا على انفسنا ولم تأتنا مساعدات من الخارج ولم ننتظر أي مساعدة، فكنا هنا امام خيارين، إما ان نواجه ونصمد وإما الرحيل، فبالرغم من كل محاولات التهميش لمكانتنا الا اننا بفضل حزبنا الشيوعي الاسرائيلي ثبتنا اقدامنا في وطننا وزرعنا في نفوس ابنائنا حب الوطن والتشبث فيه.وسيبقى الحزب الشيوعي الاساس والركيزة لنضال جماهيرنا العربية في مواجهة كل هذه العواصف الصهيونية الهوجاء.

(كفر ياسيف)