news

وردة الشهيد/ة التي لا تذبل، عطرها بلسم يتجدد


يسقط الشهيد والقتيل والجريح واقفا شامخا دفاعا عن معركة الحق والحرية عن الارض والوطن ليقول في يوم استشهاده ان لنا عودة وعن حق العودة والكرامة والحرية والاستقلال وفك الاسر وكسر الحصار نفدي ارواحنا ولا نستسلم.
يسقط منا زهر الورد من الشباب وتهوى الياسمينات من الفتيات الفلسطينيات على شاكلة رزان النجار وامثالها كثيرات في ساحة المعركة، لترتوي الارض بدماء اصحابها، اما استشهاد الفتية من الاطفال والقاصرين فهي رسالة ممهورة بالورد لجيل الورد فهم بستان الورد والى الورد يُحملون ومن الوطن وللوطن ينقلون.
اما انت ايتها المرأة/الام الفلسطينية، يا كنز العطاء وصخرة الصمود وقلعة الوفاء والتضحية، يا ركن البسالة في معركة التحرر والاستقلال، فالتحية لك ايتها الام الغزية والضفاوية والمقدسية الفلسطينية بجدارة واستحقاق في ساحات الشرف والاستبسال، يا من تشكلين ملحمة البطولة والفداء وتتصدين وبيديك شعلة الكفاح الخالدة المتوقدة التي لا تنطفئ، ينهزم الهولاكيون السفاحون من جيش الصهيونية الحديثة، امام جبروت اطفال الاطارات والطائرات الورقية فيما تصر الام والاخت والاخ والاب والحفيد والاخ والجد والكهل وكل السائرين على طريق المحطة الاولى للوصول الى بوابة التحرر ودحر الاحتلال الى غير رجعة، وقيام سلطة التحرر الفلسطيني الشرعية والمشروعة، في طرد السلطة الاحتلالية اللا شرعية من مستوطنين كولونياليين صهيونيين، وانهيار آخر نظام المستعمرات لتعود الارض المسلوبة احتلاليا واستيطانيا بالقوة والبطش والعذاب الى دولة الشرع والشرعية الفلسطينية المدعومة من شعوب وأمم الارض قاطبة.
هل تزغرد الام الفلسطينية لاستشهاد وليدها وقد يكون وحيدها؟ اجل. فيما ينحني الاب الثاكل ويختلط الدمع معا ليطبعا قبلة الفراق الاخير على وجنتي فلذة كبديهما وليرقصا رقصة الاستشهاد في حفلة العرس الاكيدة، ترتجف الاخت وينحسر الدمع في وداع اخيها الشهيد من صدمة وهول الجريمة "الحضارية" الصهيونية ما قبل الاخيرة، لكن هذه الجريمة المشتركة الاسرائيلية الامريكية الرجعية فاقت في هولها كل حدود الانسانية وقطعت كل الخطوط الحمراء في الطول والعرض، ودخلت في متاهات التحذير وقطعت مسافات الاخلاق لتستقر عند العلامة الحمراء لترسم صورة الجريمة في خطوطها السوداء والحمراء في رحلة العذاب الفلسطيني التي لا تنتهي الا بالتحرر والاستقلال من قبضة المحتل من بني صهيون وامريكا المتوحشة وظلم ذوي القربى.
يمسح الدمع تارة وبغزارة من على خديها النافرين، تمسح الام الفلسطينية بمنديلها الاسود والابيض المرصع باللونين الاخضر والاحمر كل دموع الفراق المجبول بالحب على فلذات اكبادها ابنائها المنتمين لهذه الارض ولهذا الوطن، هذا الحب وهذه الدموع الممتدة من صبرا وشاتيلا الى غزة الصابرة والصامدة والدم المسفوك في كفر قاسم ودير ياسين وعيلبون والطنطورة ويوم الارض وعشرات المواقع الراسخة في الذاكرة الفلسطينية، فالحزن ما زال يخيم ويحوم ورائحة الدم الفلسطيني لا تتجزأ على ارضها وناسها الراقدين فوق الارض وتحت التراب في رحلة التصفية الجسدية لشعب قرر منذ زمن انه يرفض الموت ويعشق النور ويزحف الى الحياة كلما استطاع الى ذلك سبيلا.
تتمسمر وتتشبث الفتاة الفلسطينية في وقفتها التأملية، لا تحيد قيد انملة، تسير بضع خطوات تجاه الشريط الحدودي وهي مضرجة بالدماء وتنزف الما ودما لا دمعا فقط، لا ترفع الراية البيضاء ابدا، ولا شارة الخنوع والاستسلام للجندي، للمحتل الذي لا يرحم، تتمسك بحبل الصبر وراية المقاومة ولا ترحل، تفيض الدماء من جسدها الغض المكلل والمخضب بالدماء النازفة كالشلال المتدفق من اعالي الروح لتروي الارض الطيبة وساحة المعركة كرمال الوطن وتغني بكتب اسمك يا بلادي، فيما تترجل في لحظات لتعلن وتقول بأعلى ما تملك من قوة الارادة.
ان احذية الشهيد والجريح والقتيل هي اشرف وأعلى من تيجان الملوك والرؤساء والحكام العرب من المحيط الى الخليج.
(كويكات – ابو سنان)