رجلٌ غاضبٌ على
بحر.
بهيئته غاضب،
بصرير صوته
بانقباض جبهته،
وبنظرته المائلة
عليّ أنا الجالس
أربّط
ما قطّعه البحر
من خيطان صنارتي.
غاضب بعلوّ
موجة جامحة في
صباحات كانون.
"بحرٌ سيّء.
سمكٌ صغير.
خسارة على وقتنا.
أنا ذاهب".
قال بحزْم وجزْم.
ومضى
لم نأتَ رفيقـَيْ
صيد.
لم نتبادل كلمة
الى هذي اللحظة
في ذا العمر،
عمره السبعيني
وعمري الآخر أربعينيّ.
لكنه فتح جعبة
قلبه
ورمى نحوي
سهمين مغموسين
بملح خيبة أمله.
لا بقصد إيذائي
ولا طبعًا لصيدي،
ربّما فقط
من باب
اغتياب الأولاد،
وإن كبروا كثيرًا،
لأبٍ
لم يحضر لنا هديّة صغيرة
من سفرنا إليه
يومًا بعد ليلة
وفجرًا وضُحى
أملا في ارتعاشة خيطٍ
نمدّه من هشاشة طفولة
ظلّت تعاودنا
حتى قمّة عظـَمته الكحليّة الشاهقة.
إضافة تعقيب