نخلةٌ أنا
من رحم الأرض تمخّضتُ
ومن شهد ترابها رضعت
يعانقني وردُ الجليل
يطبعني قبلةً
تضرّجُ الخدَّ
وتكلل بالزهر وضّاحَ الجبين
فيرتويني الفجرُ حلما
مكحّلا بطيفٍ وحنين
زيتونةٌ انا!
يصافحني زهر ُ الخليل
وينثرني كرومَ عنبٍ
تقطر شهدا
تلثم عرائشَ النخل
في سهول بيسانَ
وتحضن برفق
أغمار القمحِ
في سهل حطين
سنديانةٌ انا
تُقَبّلُني سفوحُ الكرمل
وأسوارُ عكا
والبلدُ القديم
فأحاكيها
منارةً
وعزّةً
ويقينا
حينا بعد حين!
فلماذا تغتال احلامي؟
وتُغلِقُ دوني
عرائشَ النخل
وكرومَ العنب
وأبوابَ عكا والخليل؟؟
نخلةٌ باسقةٌ انا!
زيتونةٌ عتيقةٌ!
سنديانةٌ راسخةٌ!
لا أرضخ! لا أنحني!
ولا أُقبّلُ كفَك والجبين!
أشقّ عُبابَ البحر
وأصافح تلالَ المثلث
والجليل
أعانق الزهرَ
وأرسم بالشهد
حقولا من الفلِّ
والياسمين!
إضافة تعقيب