news-details

اسرائيل الجديدة، اسرائيل درعي وسموتريتش | نحاميا شترسلر

المهم بالنسبة للحريديم هو الحصول على اعفاء كامل من التجنيد، الامر الذي تمنعه المحكمة العليا. لذلك، هم يريدون تصفيتها

رغم الدعوة الانفعالية لرئيس الدولة بوقف التشريع، إلا أنها بالتحديد بدأت أمس عندما صادقت لجنة الدستور على بندين في الانقلاب النظامي: تعيين قضاة المحكمة العليا من قبل الائتلاف ومنع المحكمة العليا من الغاء قوانين أساس. 
حتى الآن كان يبدو أن نتنياهو يقود الانقلاب بهدف الغاء محاكمته، في حين أن ياريف لفين وسمحا روتمان، والحريديم والمستوطنين، يستخدمون فقط كبيادق. اليوم يتبين أنهم هم بالذات (لفين وروتمان وآرييه درعي وموشيه غفني وبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير) يستخدمون بيبي من اجل تنفيذ خططهم: تصفية المحكمة العليا التي تزعجهم في تحويل اسرائيل الى دولة شريعة – يمينية – متطرفة وغير ديمقراطية.
لفين وروتمان يمقتان الديمقراطية. هما يريدان استبدالها بحكم فاشي – عسكري، الذي يضطهد كل من يفكر بطريقة اخرى، والمحكمة العليا هي العائق امامهما. هما لا يعملان لدى بيبي، ممثل المستوطنين في الحكومة، سموتريتش، يشمئز منه، ليس عبثا أنه قال عنه "كذاب ابن كذاب... وأنه لن يبقى هنا الى الأبد، وذات مرة سيدان في المحكمة".
الحريديم يعرفون أنهم يتعاملون مع متحايل ولذلك فهم يريدون استغلال اعتماده الحالي عليهم من أجل تحقيق كل احلامهم هنا والآن، قبل أن يقوم بالتحايل عليهم مثلما فعل في التحالف مع بني غانتس. ليس صدفة أن حذرت شخصيات رفيعة في يهدوت هتوراة بيبي من أنه اذا تنازل عن أي شيء في "الاصلاح القانوني" فانهم سينسحبون من الائتلاف.
الحريديم يؤمنون بأن المحكمة العليا تكرههم وتريد سقوطهم. الأهم بالنسبة لهم هو انجاز الاعفاء الكامل من التجنيد والمحكمة العليا تمنع ذلك. حلمهم هو تمرير قانون يعفيهم بشكل كامل من الخدمة العسكرية، بدون شروط وحصص وعقوبات مالية، ومن اجل ذلك يجب تصفية المحكمة العليا التي لم تسمح بذلك حتى الآن بذريعة المساواة في تحمل العبء. مساواتهم معكوسة، النساء للمطبخ والعلمانيون للخدمة العسكرية. عمل قاسي وضرائب باهظة ستحول للطلاب المتدينين المتملصين.
موضوع آخر يقلق الحريديم هو تمويل مؤسسات التعليم. في الاتفاقات الائتلافية تم الاتفاق على أن ميزانيات مؤسسات التعليم التي لا تعلم المواضيع الاساسية ستصبح مساوية لتلك التي يعلمون فيها هذه المواضيع. هم يدركون أن هذه العملية سيتم وقفها في المحكمة العليا ولذلك هم يريدون تصفيتها.
هناك ايضا موضوع يغضبهم وهو المأكولات المخمرة في عيد الفصح العبري. المحكمة العليا قررت أنه يجب الغاء ادخال المأكولات المخمرة الى المستشفيات في ايام العيد. غفني سمى في رده على ذلك القضاة بـ "الوقحين" ووعد بسن فقرة تغلب "من اجل اعادة تنظيم قوتهم غير المحدودة". في الحقيقة فقرة الاستقواء تحولت الى جزء رئيسي في الانقلاب النظامي.
هناك مواضيع اخرى تغضبهم مثل مسار الحائط الغربي (حائط البراق) واعمال صيانة شبكة القطارات في ايام السبت، والغاء تعيين درعي في منصب وزير، كل هذه مشكلات ستحل بالتدريج اذا تم تحييد المحكمة العليا.
سموتريتش وبن غفير يعرفان بأنه توجد لهما الآن فرصة لن تتكرر من اجل تغيير وجه الدولة. هما يريدان شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة، الامر الذي سيعمق سيطرتهما على الارض ويمكن من تنفيذ خطتهما الكبرى وهي ضم مناطق (ج) لإسرائيل، في حين أنه في المناطق الاخرى ستقام دولة محمية صغيرة تحت سيطرة اسرائيل. أول أمس حصلا على سلفة عندما قرر الكابينيت شرعنة 9 بؤر استيطانية.
بشكل عام هما يريدان عدم تدخل المحكمة العليا في ما يحدث في الضفة، وأن لا يتم التقرير فجأة بأن الامر يتعلق بأراضي خاصة محظور سلبها، وأن لا تزعجهم في هدم البيوت واقتلاع اشجار الزيتون، وأن تسمح لهم بالتنكيل بالفلسطينيين بهدوء وطردهم لاحقا وبدون الانشغال الزائد لحقوق الانسان.
أي أن المستوطنين والحريديم هم الذين يقررون الآن كيف ستظهر اسرائيل الجديدة: بدون محكمة عليا، ومع مستشار قضائي من قبلهم ومستشارين في الوزارات الحكومية الذين كانوا ذات مرة حراس عتبة وهم الآن دمى. وإذا في الطريق كان يجب عليهم مساعدة نتنياهو في الهرب من محاكمته فهذا ثمن معقول جدا.

 

هآرتس- 14/2/2023

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب