لدى اسرائيل خطط كبيرة من اجل الاردن. ولكن هذه الخطط لا تشمل الملك عبد الله. عدة مقالات لكتاب مقالات من اليمين وعاملو دعاية للنظام الإسرائيلي، التي نشرت في الاسبوع الماضي في الصحف (كارولين غليك في "اسرائيل اليوم"، آرييه الداد في "معاريف"، موتي كارفل في "مكور ريشون" وغيرهم).
هذه المقالات طرحت مبررات متشابهة ونتائج متشابهة. هل هذا الامر صدفة؟ ربما. والاكثر احتمالا هو أن الخيال المشبوه ينبع من تعليمات من نفس الجهة. جميع المقالات كانت موجهة لهدف واحد: تفجير اتفاق السلام مع الاردن. ويبدو أن ضم غور الاردن هو عملية تكتيكية استهدفت ضرب عصفورين بحجر واحد، العمل على ضم الضفة الغربية والغاء الاتفاق مع الاردن. والهدف الاستراتيجي هو اسقاط العائلة الهاشمية المالكة وتجسيد حلم أن الاردن هو فلسطين.
هذا الحلم يشارك فيه جميع اليمين في اسرائيل، سواء كان يمين بيبيا أو كان يفضل بديل آخر مثل جدعون ساعر. وهذا بالطبع يشمل ساعر نفسه، المؤيد المتحمس لفكرة "الاردن هو فلسطين". اليمين يمقت الملك عبد الله ويتحدث عنه وكأنه يتحدث عن عبد يحاول التحرر من العبودية، عربي وقح تجرأ على رفع رأسه. وحسب اليمين فان الهاشميين تم تتويجهم كملوك بشكل مصطنع من قبل البريطانيين، وبناء على ذلك فان حكمهم اجنبي وغير شرعي.
"الأنا" العنصرية لليمين تثور وتغضب على شخص يثق بنفسه، هو الملك عبد الله. من الذي سيتجرأ على معارضة ضم الغور من قبل اسرائيل؟ فهي التي تمسكه من نقطة ضعفه. واستمرار حكمه يعتمد عليها وعلى افضالها. واذا تجرأ على فتح فمه حول الغور فان اسرائيل ستغلق له صنبور المياه. والهدف هو اهانة عبد الله واخراجه عن طوره الى أن يؤجل أو يلغي اتفاق السلام. حينها يمكن العمل على ازاحته عن الحكم.
اليمين في اسرائيل يأمل حدوث ربيع اردني، وانتفاضة من الاغلبية الفلسطينية في المملكة، وأن تمتليء الشوارع بمظاهرات الاحتجاج الى حين تنفيذ انقلاب في الحكم. وعندما سيتم طرد عبد الله بشكل مخجل وبعار ويسيطر الفلسطينيون على الاردن، سيكون بالامكان استكمال ضم الضفة الغربية واقامة الكونفدرالية بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والاردن الفلسطيني. الفلسطينيون في الضفة الغربية سيحصلون على حقوق سياسية في الاردن بالطبع، وليس في اسرائيل. هذه هي الخطة. والملك عبد الله يشوش على هذه الخطة. واتفاق السلام مع الاردن يشوش ايضا عليها. لذلك، سيتم ازاحتهما عن الطريق.
الاردن ايضا يزعج اليمين في الحرم. مقالات اخرى في صحف اليمين تتناول رغبة وحق اليهود في تغيير الوضع القائم في الحرم. طلب الحد الادنى هو السماح لليهود بالوصول بحرية من اجل الصلاة في الحرم. وطلب الحد الاعلى هو هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل مكانه.
الاوقاف الاردنية تقوم بالازعاج. فهي واثقة من نفسها ووقحة جدا. وهذا سبب آخر لازاحة من يدعم الاوقاف من الطريق، وهو الملك عبد الله. والغاء اتفاق السلام الذي يعترف بمكانة ودور الاردن الخاصين في الحرم.
بهذا المعنى فإن قرار الملك عبد الله عدم تجديد اتفاق تأجير اراضي تسوفر ونهرايم يخدم اليمين. وربما أن بنيامين نتنياهو لم يعمل بشكل خاص على تغييره. وربما هذا هو السبب (اضافة الى التوبيخ الذي تلقاه من نجله يائير) الذي جعل نتنياهو يعانق الحارس الاسرائيلي الذي قام بقتل المواطنين الاردنيين. اليمين يريد تسخين القطاع المقابل للاردن، وملؤه بالدم الشرير. هذا الاتفاق ايضا يعتبر أحد بقايا فترة اوسلو الخيانية، عملية خيانة اخرى للخائن رابين. وازاحة عبد الله هي المفتاح من ناحية اليمين من اجل ضم الضفة بدون ضم ملايين الفلسطينيين الذين لا توجد لهم حقوق.
إضافة تعقيب