حذر الجنرال احتياط البارز عاموس غلعاد، في مقال له نشر اليوم الأربعاء، من أن فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية، على المستوطنات ومناطق شاسعة في الضفة المحتلة، ستتسبب "ضرر شديد بالأمن القومي لإسرائيل"، ويُعد جلعاد الذي تولي رئاسة القسم السياسي في وزارة الحرب على مدى 14 عاما، من أبرز المساهمين في ضع السياسات الحربية، وهو رجل المهمات الخاصة، التي بغالبيتها الساحقة، ستبقى من الأسرار العسكرية.
وكان جلعاد (69 عاما) قد أمضى حياته في جيش الاحتلال، وكان حاكما عسكريا في الضفة المحتلة، وتبوأ عدة مناصب، قبل أن يتولى في العام 2003 وحتى العام 2017، منصب رئيس القسم السياسي في وزارة الحرب، وهو أحد أهم المناصب في الوزارة.
وقال جلعاد في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الأربعاء، إن خطة الضم هي ضربة من شأنها أن تؤدي الى ضرر شديد بالامن القومي لاسرائيل. اساس الاشكالية يكمن في ضعضعة الاستقرار على الحدود الشرقية. لقد اصبحت المملكة الاردنية الهاشمية حليفا لاسرائيل وجعلت المنطقة مجال أمن استراتيجي عميق، حتى حدود إسرائيل- العراق".
وتابع جلعاد كاتبا، "اذا ما تضعضع الاردن سلطويا، فان شهية ايران وحزب الله بموطئ قدم هناك – والكل يريد موطئ قدم هناك – ستزداد. فلماذا نضعضع الامن الاسرائيلي بخطوات سياسية عديمة المنطق؟ ان الهدوء في الغور والامن القائم هناك يقومان على اساس التعاون مع الاردن وكذا على الواقع الامني المريح في يهودا والسامرة، والذي تحقق بدم جم وعمل جم".
وجاء في مقال جلعاد، "من المهم أن نتذكر بان السلطة الفلسطينية هي نتاج اتفاقات بيننا وبين م.ت.ف. وفي اللحظة التي ينقضي الاحتمال، حتى ولو كان الاكثر ضعفا، بمسيرة نحو اتفاق سياسي، فلا يوجد ما يدعو لها أن تبقى وكل شيء يمكنه أن يتفجر هناك. ان السيناريو المعقول الذي يؤدي فيه الضم الى ضعضعة الوضع في المناطق مقلق جدا. فتفكك السلطة سيشكل دليلا على صحة طريق حماس وامثالها، والذي يقول ان الطريق الصحيح لمعالجة اسرائيل هو العنف والارهاب، والدليل على ذلك سيكون انهيار ابو مازن. فلماذا نضعضع بكلتي يدينا الانجاز الامني النادر للاستقرار الامني في يهودا والسامرة؟".
"ان معنى انهيار السلطة هو عودة الاحتلال العسكري المباشر. وهذا عبء أمني، اخلاقي واقتصادي زائد. فالعبء على الجيش سيزداد وسيأتي على حساب جاهزيته وأهليته. جبهة شرقية هادئة في ايام تكون فيها التهديدات من الشمال ومن الجنوب هي ذخر لا ينبغي الغاؤه. من مثل رؤساء الاركان في السنوات الاخيرة، ومعروف عمن يتحدث، يفهمون المعنى الامني للاردن لامن اسرائيل القومي. وغني عن القول انهم أنفسهم ساهموا ايضا في تثبيت هذه العلاقات بشكل ذي مغزى".
ويقول جلعاد، "من ناحية سياسية من شأننا ان نفتح جبهة زائدة مع دول هامة في اوروبا. ثمة لهذا اهمية اقتصادية. من ناحية اخلاقية من شأننا ان نعلق في دوائر متصاعدة من الصدام مع القانون الدولي. ان الاعتبارات كثيرة وثقيلة الوزن، وكلها تجد نفسها في تعبير يخيل أنه وجد تماما لهذا الغرض: بكاء للأجيال".
ويقترح غلعاد، بدلا من فرض "السيادة" على الغور، أن يتم الزج بعشرات آلاف المستوطنين، للاستيطان هناك، بدلا من بضعة آلاف اليوم.
ويختم جلعاد كاتبا، إن "الامن هو قيمة عليا. لا حاجة لمثل هذه الخطوة، إذ ان مكانتنا معترف بها واذا ما نفذنا الضم فان مكانتنا ستتضعضع فقط. بإسم التظاهر فان القدرة العملية ستتضرر فقط. وكل هذا حتى قبل السؤال الاكبر وهو ما الذي سيكون عليه طابع اسرائيل: هل ستكون دولة واحدة من نهر الاردن وحتى البحر المتوسط ولن تكون فيها اغلبية يهودية – هذا تهديد حقيقي على مستقبلنا".
إضافة تعقيب