news-details

من وراء الظهر يختبئ جبناء اليسار- وسط| جدعون ليفي

|

هآرتس- 10/2/2022

الفروقات الفكرية بين المعسكرين ضئيلة. أما الفروقات في مستوى الاستقامة فهي كبيرة لأن اليمين اكثر استقامة واليسار لا يعبر عن موقفه وبذلك هو يضلل الجمهور

هل بقي هناك أي فرق بين اليسار- وسط واليمين؟ من الاكثر استقامة ونزاهة من بينهما؟ هاكم افيتار. سلب اراضي حقير ونذل. اصبح هناك الآن خطة ستغسل كل شيء. اليسار- وسط "يعارض". يائير لبيد ارسل رسالة شديدة لرئيس الحكومة. ميراف ميخائيلي انضمت. رئيسا المعسكر يعارضان بقاء افيتار. 
هل بسبب الجريمة؟ القانون؟ الظلم؟ الاخلاق؟ قتل أي فرصة؟ ما الامر. هذا سيضر بالعلاقات مع امريكا. انطوني بلينكن حذر لبيد. ميخائيلي: "الترويج لافيتار سيضر بشكل كبير بالعلاقات مع حلفائنا القريبين جدا ومصالح اسرائيل الاستراتيجية... حزب العمل سيستمر في النضال من اجل مصلحة اسرائيل الامنية".
اذا لم تأكل فنحن سنقوم باستدعاء الشرطة؛ أمي، قولي له؛ أبي، قل له، هذا كان عندما كنا اطفال. كل ما بقي لليسار- وسط هو الاختباء وراء ظهر الكبار. كل ما لديه ليقوله هو امريكا. كل ما يقلقه هو الصورة الدولية. جبان وضعيف مثل الأم غير القادرة على فرض سلطتها على ابنها وتهدده باحضار الشرطة. كم هذا بائس. كم هذا مثير للشفقة. 
كم هذا نفاق وتهرب. كونوا مع افيتار، كونوا ضدها، لكن قولوا الحقيقة. لا يوجد هذا وذاك. يجب أن تكون إما مع أو ضد. إما استيطان أو ديمقراطية. سلطة القانون أو القوة. أن نفكك افيتار من اجل امريكا هذا هو الجبن في المواقف.
بعد مرور بضعة ايام على ذلك، أييليت شكيد. قانون المواطنة العنصري الذي روّجت له مر، انجاز كبير آخر لليمين. لبيد تجند بالطبع لمساعدة شكيد في تمرير القانون. ايضا حزب العمل كان مع. شكيد: "لا يجب هنا غسل الكلمات، توجد لهذا القانون ايضا اسباب ديمغرافية لمنع حق العودة الزاحف" ("يديعوت احرونوت"، أمس). بصورة مباشرة وصريحة ودون الاختباء وراء أي ظهر، العنصرية الصريحة مثلما قالت لنا وزيرة الداخلية.
تفوق يهودي، الخطر الديمغرافي، عرب اسرائيل كمواطنين من الدرجة ب، محظور عليهم الزواج ممن يريدون واقامة عائلة في بلادهم، أما اليهود فهذا مسموح لهم. فقط لليهود. قانون تفوق آخر في كتاب القوانين. "صحيح أنه يوجد هنا مس بحقوق الانسان الاساسية، لكنه متوازن"، قالت شكيد. هذا التوازن سيستمر بالطبع. لبيد مع، ايضا ميخائيلي. باسم الاستقامة يجب التقدير بصورة اكبر اليمين. مواقفه مخيفة، لكنه مستقيم ومنطقي بما فيه الكفاية من اجل التعبير عنها، بدون مواربة. 
اليسار- وسط يطمس ويتهرب. المعسكران يؤيدان أحد القوانين الاكثر فظاظة، التي تعتبر اسرائيل دولة ابرتهايد، بدون ترك أي فرصة لتعريف الآخر. القانون الذي يميز بين المواطنين هو قانون غير ديمقراطي. والمجتمع الذي يسن قانون تفوق لمجموعة عرقية على مجموعة اخرى هو مجتمع ابرتهايد. اليمين يقول ذلك، أما اليسار فيردد هذا بصورة متلعثمة ويضلل.
الفروقات الفكرية بينهما صغيرة، الفروقات في مستوى الاستقامة جوهرية. اليمين مستقيم اكثر، اليسار- وسط مضلل. اليمين يريد التفوق اليهودي ويقول ذلك دون تلعثم ودون الاختباء وراء أحد. اليسار يريد ذلك وفي نفس الوقت لا يريد. يريد هذا وذاك، يريد الشعور بالرضى عن النفس وايضا يريد أن يكون قومي متطرف مثل اليمين. هو سيؤيد قانون المواطنة، لكن بشكل مؤقت. هو سيعارض افيتار، لكن بشكل دولي. وهو لن يقول رأيه في أي وقت، ليس لأنه يخفيه، بل لأنه لا يوجد له رأي كهذا. من اجل ماذا سيحارب هذا المعسكر وعن ماذا لن يتنازل، بدون امريكا؟ لا أحد يعرف، لأن اليسار – وسط نفسه لا يعرف.
عند الاختيار بين الاثنين نفضل اليمين. لا توجد أي فروقات ايديولوجية بينهما تقريبا، على الاقل سنعرف الحقيقة، حتى لو كانت تثير اليأس. بين شكيد التي تقول بدون مواربة بأننا عنصريين ونريد أن نكون ايضا كذلك وبين لبيد وميخائيلي اللذان يطلبان من امريكا أن تقول لنا ماذا نفعل، نحن نفصل الاولى؛ بين الاستقامة والنفاق نفضل الاستقامة.

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب