news-details

أَلقيتَ فالْقَفْ إفكَهم بعصاك| نظم: تميم حسن أبو دقّة

إنّه لمّا اضطلع الأستاذ موسى أسعد عودة ابن الكبابير – حيفا، كأوّل مسلم وعربيّ في العالم، بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللّغة العربيّة، ولمّا اكتمل العمل وصدرت هذه التّرجمة – بفضل اللّه المنّان – خريدة فريدة، كانت هذه القصيدة الباهية العالية للأستاذ الدّاعية المهندس الشّاعر، تميم حسن أبي دقّة من عمّان – الأردن، احتفاءً وتحدّيًا وإعلانًا وولاء.

[أ.م.ع.]  

 

أَلقيتَ فالْقَفْ إفكَهم بعصاك

فالشّعرُ إنْ هبطَ القصيدُ عصاكَ

واحملْ إلى فرعونَ وِفْقَ لسانِه

آيَ الكتابِ تخطُّها يُمناكَ

أَنذِرْه أنّ اللهَ قدَّر عُلْوَه

في مرَّتين لحكمةٍ أَعلاكَ

ما كان عُلْوُك عن رضًا بل فتنةً

فاحذرْ فربُّ الكائناتِ يَراكَ

أَفسدْتَ أَوَّلَ مرّةٍ فتعذّبَتْ

منكَ القرونُ بما جَنتْهُ يَداكَ

والآنَ عُدْتَ بسطوةٍ بجهالةٍ

سُكْرُ التّبجُّحِ والخَنا أعماكَ

تُبْ قبلَ أن يأتِيكَ يومُ مَذلَّةٍ

عن هولِ ذاك اليومِ ما أدراكَ

إيّاكَ أن تنسى انتقامَ مهيمنٍ

فالله يَبْطِشُ قاهرًا، إيّاكَ!

كلُّ الكرامةِ في اتِّقاءِ جنابِه

أفلا ترى عصيانَه أخزاكَ

أَقبِلْ إلى القرآنِ وحيًا خالصًا

صِرْفًا من اللهِ العليِّ أتاكَ

عذبَ المواردِ لم يُعكَّر صفوُه

يعلو ولا يُعلى عليه سِماكا

لا ريبَ فيه ولا اختلالَ، محصَّنٌ

من عابثٍ تحريفُهُ أَرداكَ

دَعْ عنك توراةً تعفَّر رَسمُها

لم يبقَ فيها ما يَبُلُّ صداكَ

عَبِثَتْ بها أيدي الأُناسِ ولم تَعُدْ

ذِكرًا ونورًا صالحًا لهُداكَ

نَسبَتْ لخيرِ الناسِ كلَّ رذيلةٍ

غَرَسَتْ بروضةِ ذِكْرِهمْ أشواكا

هارونُ لم يصنعْ لقومِكَ عِجْلَهم

ما كان موسى قاتلًا سفَّاكا

داودُ لم يأتِ الدّنيَّة خِسَّةً

بل كان عبدًا تائبًا نَسَّاكا

هل نِلتَ خيرًا باتِّباع دُخانِها

أو حُزتَ علمًا نافعًا أَثْراكَ؟

دَعْ عنك إغراءَ الأماني والهوى

دَعْ عنك حَبْرًا حاقدًا أفَّاكا

أَتظنُّ أنّ اللهَ مَن خَلقَ الورى

ما اختارَ غيرَكَ أو أحبَّ سواكَ؟

أصبحتَ تُبغِضُ كلَّ من وطئ الثّرى

أتُراك تُدْرِكُ ضَرَّها أتُراك؟

فارجعْ إلى القرآنِ نبعَ محبّةٍ

يُهدَى إليك، سلامَه أعطاكَ

لو ذقتَ شيئًا من لذيذِ شرابِه

كُبِّلتَ حُبَّا ما استطعتَ فِكاكا

فالآنَ قُمْ واشربْ شفاءً طاهرًا

يروي غليلًا طالما أضناكَ

موسى ابنَ أسعدَ قد وُهِبْتَ فضيلةً

يا تُرجمانَ كتابِنا عافاك

يا شاعرًا سَعَتِ القصائدُ نحوَه

أرَمَيْتَ أَمْ عَذْبُ القصيدِ رماكَ

قد حُزتَ فضلًا في اللّسانِ ونعمةً

أُوليتَ خيرًا فاشكرَنْ مولاكَ

نلتَ المنالَ وثُمْ سعدتَ بأسعدٍ

ثمَّ الأمينِ فقرّتا عيناكَ

فعساك تنعَم بالسعادةِ رحمةً

وختامِ مغفرةٍ تدومُ، عساكَ

 

تميم حسن أبو دقّة \ الأردنّ \ أيّار 2024

 

 


 

أخبار ذات صلة

إضافة تعقيب