ان المطلب الشعبي لجماهير شعبنا في هذه البلاد هو إعادة إقامة القائمة المشتركة على أساس وحدة كفاحية وبرنامج حد أدنى متفق عليه، وليس ببرنامج فضفاض مبني على المقايضة "وكل واحد يغني على ليلاه".
وليس لدي أي مانع ان تكون القائمة الموحدة ضمن القائمة المشتركة بشرط أن تلتزم التزاما تاما ببرنامج القائمة المشتركة المتفق عليه، مثلها مثل جميع الأطراف الأخرى في القائمة.
الحقيقة أنني أرى ان هناك إمكانية جدية لإقامة قائمة مشتركة بين ثلاثة مركبات أساسية وهي: التجمع والعربية للتغيير والجبهة الديمقراطية. ولا يوجد أي مبرر لعدم قيام مثل هذه القائمة، خاصة في هذه الظروف التي يمر بها شعبنا العربي الفلسطيني والتي نمر بها نحن الجماهير العربية الفلسطينية في داخل دولة إسرائيل. وان نقاط الاتفاق بين هذه الأحزاب هي أكثر بكثير من نقاط الاختلاف.
انني أرى أنه من أجل تحقيق هذا الهدف السامي الذي تتطلع اليه جماهيرنا العربية من الضروري وقف النقاش بين هذه الأحزاب في وسائل الاعلام لأن هذا النقاش يسيء للجميع ويسيء لجماهيرنا، لأنه يخلق حساسيات نحن في غنى عنها. ولذلك أرى أن هنالك أهمية لنقاش داخلي بين جميع الأطراف وأن يكون هناك تعهد أدبي أن لا يخرج هذا النقاش الداخلي الى خارج هذه الأطر الداخلية، حتى يكون النقاش مثمرا ويؤدي الى هدفه المنشود وبعدها يمكن ان نخرج الى جماهيرنا ببشرى الاتفاق على وحدة الصف الكفاحية التي تريدها جماهيرنا العربية في داخل الوطن الذي لا وطن لنا سواه.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف أقترح أولا ان تقام لجنة مفاوضات من جميع الأحزاب وكل طرف ينتخب اثنين أو ثلاثة من أعضائه ويضاف اليها أعضاء من لجنة الوفاق الوطني التي بإمكانها ان تسهم إسهاما هاما في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف. وأقترح أيضا أن يشارك في هذه اللجنة ممثلون عن لجنة المتابعة العليا لجماهيرنا العربية. هذه اللجنة التي لها تجربة غنية في مجال العمل الوحدوي. ومن الضروري أن يذهب الجميع بعقول مفتوحة وبدون آراء مسبقة وأن يكون الهدف الأساسي أمام الجميع هو تحقيق الوحدة الكفاحية.
أقترح أيضا بأن لا يشارك في اجتماعيات هذه اللجنة أي شخص من وسائل الاعلام وكذلك أقترح أنه في بداية الجلسة الأولى يؤخذ تعهد أدبي من جميع أعضاء اللجنة بأن لا يسرب أي خبر لوسائل الاعلام، الا الخبر الذي يتم الاتفاق عليه من قبل الجميع والذي سيكون خبرا مفرحا بالتأكيد نظرا لالتزام الجميع بأعلى مستويات المسؤولية.
الحقيقة ان جماهيرنا العربية تواقة الى الوحدة الوطنية التي تقوم على أساس وحدة الهدف، والذي كان ولا زال هو خدمة جماهير شعبنا ليس فقط في الداخل بل في جميع أماكن تواجد شعبنا العربي الفلسطيني والذي نحن جزء لا يتجزأ منه. وأرى أيضا أن مثل هذه الوحدة تسهم اسهاما هاما في رفع مستوى جماهيرنا الاجتماعي والسياسي أيضا وتسهم كذلك في الحد من عمليات الاجرام التي استشرت في مجتمعنا والمستفيد الأول والأخير منها هم حكام إسرائيل الذين لا يريدون الخير، ليس فقط لجماهيرنا في الداخل بل لجماهير شعبنا في كل مكان، والذي يريدون إبادته، لكن خسئوا من تحقيق ذلك لأن هذا الشعب عصي على الإبادة لإيمانه بحقه وبصموده، وهو أقوى من الموت ومن كل المتآمرين من حكام إسرائيل والدول الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا بالإضافة الى الرجعية العربية. وسيقيم هذا الشعب دولته المستقلة كاملة السيادة على ترابه الوطني شاء من شاء وأبى من أبى.
إن المخرج الوحيد، حسب رأيي، من هذا الواقع الصعب الذي يعيشه شعبنا، والرد الأنجع على المتآمرين على حقوقنا هي وحدتنا الكفاحية. وهذا الأمر ينطبق أيضا على جميع الفصائل الفلسطينية التي يجب ان تجد اللغة المشتركة للوحدة، وجميع هذه الفصائل تعرف جيدا ان أعداء شعبهم مستفيدون من فرقتهم وها هم أصدقاء شعبنا يعملون بكل جهد من أجل تحقيق هذه الوحدة. وأن كل من يعرقل هذه الوحدة لا يخدم قضية شعبه، وعليه التنازل عن العنجهية والذاتية الفارغة والمبالغ فيها.
في النهاية لا بد لي من ملاحظة الى بعض القادة في القائمة الموحدة. الحقيقة أنني لم أكن أود أن أدخل في نقاش معهم الان. ولكني اضطررت لأن أعطي بعض هذه الملاحظات بعد أن سمعت "الدرر" من بعض قادة "الموحدة" والتي يحمّلون فيها الجبهة والعربية للتغيير والتجمع مسؤولية سقوط "حكومتهم اليسارية".
ان المبتدئ في السياسة يعرف جيدا أن هذه الحكومة أسقطت نفسها بنفسها، وأول من أٍسقطها هي كتلة رئيس الحكومة الأول "بينيت" ومن بعدها رئيس الحكومة الذي جاء بعده. ولا أريد الشرح أكثر في هذا الموضوع.
ان التمادي في الاتهامات للآخرين هو تمادٍ في نهجكم الذي اخترتموه لأنفسكم.
ان اتهام الجبهة انها هي المسؤولة عن سفك الدماء في غزة يعني منتهى الوقاحة السياسية. حيث أنكم تبرئون المجرمين الحقيقيين. والذي يبرئ المجرمين الحقيقيين هو أيضا مجرم بحق شعبنا. أعطوني أي حزب من شركائكم في حكومتكم "اليسارية السابقة" لم يدعم حرب الإبادة على شعبنا! بالتالي فمن الأفضل أن تعيدوا حساباتكم قبل فوات الأوان ولا أريد أن أسترسل أكثر.
(عرابة البطوف)
إضافة تعقيب