عقدت الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة الدورة الثانية لمجلسها القطري امس الاول السبت، في قلعة النضال الناصرة الدمقراطية بمشاركة مئات الاعضاء المنتخبين في مختلف فروع الحزب الشيوعي والجبهة اليهودية والعربية. وما يثلج صدور الاحرار والوطنيين التقدميين انه يوجد ويبرز في بلادنا جسم سياسي متميز بمواقفه المبدئية وبهويته الاممية الكفاحية اليهودية – العربية وبانه اهل لثقة الجماهير ولتحمل المسؤولية بحكمة واعية، فعشرات السنين من الكفاح المتواصل، اكثر من تسعين سنة على قيام الحزب الشيوعي واكثر من ثلاثة عقود على قيام الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، قد اثبتت مصداقية المنهج والنهج الشيوعي الجبهوي، مصداقية الموقف من القضايا الجوهرية المطروحة على اجندة التطور والصراع في بلادنا، ما يثلج صدور الاحرار والوطنيين التقدميين في بلادنا والعالم هو توجه الحزب والجبهة الى المعركة الانتخابية البرلمانية الحالية والى رسم واقرار الخطوط العريضة لاستراتيجية وتكتيك الجبهة في هذه المعركة التي تعتبر – حسب رأي الحزب والجبهة – اكثر المعارك مصيرية ومنذ قيام اسرائيل وحتى يومنا هذا، ففي الدورة الثانية لمجلس الجبهة جرى التركيز على الخطر الجدي الكامن وراء التحول البارز في الخارطة السياسية – الحزبية الاسرائيلية نحو اليمين المتطرف والفاشية العنصرية المعادية للعرب وللدمقراطية، المعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية وللسلام العادل وللحقوق القومية والمدنية للاقلية العربية في اسرائيل، هذا التحول بقيادة الليكود ورئيسه نتنياهو. فاحتمال وصول نتنياهو على رأس قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية الى تسلم مفاتيح السلطة بعد الانتخابات البرلمانية القريبة ينطوي على كثير من المخاطر المأساوية الكارثية، وفي مقدمتها تفجير حرب اقليمية في المنطقة وتصعيد الجرائم والعدوان ضد الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال الوطني وضد العرب والطبقة الكادحة اليهودية والعربية. وتأكيد مجلس الجبهة لا يستهدف ابدا دب الرعب في النفوس، بل شد الهمم الكفاحية وبأوسع وحدة صف كفاحية يهودية – عربية. ومجلس الجبهة في توجهه الاساسي وفي النقاش الذي ساد فيه من قبل المندوبين اليهود والعرب جرى التركيز على امرين اساسيين، الاول، الانطلاق الى حوار جدي مع مختلف القوى العربية واليهودية لتنسيق الخطى ان امكن وبلورة تحالفات كفاحية عربية – يهودية في مركزها الجبهة الى جانب قوى علمانية دمقراطية تقدمية يهودية وعربية، لمواجهة التطرف اليميني الفاشي العنصري. والثاني، تجسيد حقيقة ان الجبهة في انطلاقة مباركة تتسع دائرة تأثيرها الجماهيري السياسي، وهذا ما اثبتته نتائج انتخابات السلطات المحلية، التي توجت الجبهة بتعزيز وزيادة قوتها التمثيلية كأكبر قوة سياسية بين الجماهير العربية. ولهذا لم يكن وليد صدفة ان ما برز في مجلس الجبهة على لسان المتناقشين هو الاصرار على تحقيق نصر جديد للجبهة بزيادة عدد نوابها في الكنيست وباتساع قاعدة تأييدها بين الجماهير اليهودية والعربية، وقد بارك مجلس الجبهة انضمام كتلة "ترابط" اليهودية – العربية كمركب داخل الجبهة وقد خرج مجلس الجبهة بقرار بنداء التجند لمواجهة الاستفزاز العدواني لاوباش الفاشية العنصرية بقيادة المأفون الفاشي مارزيل على ام الفحم واهلها، وادانة واستنكار التصريح الترانسفيري العنصري لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني المعادي لوجودنا وحقنا في هذا الوطن وطننا. فالهرولة الفاشية العنصرية تستدعي تصعيد المعركة الكفاحية لمواجهتها.