news

نبارك من صميم قلوبنا


بدأت تقام في مدارسنا الثانوية حفلات تخرج لشبابنا، فلذات اكبادنا، طلاب الثواني عشر، انها مناسبة سعيدة، انها مرحلة جديدة، مرحلة فارقة مهمة في حياة شبابنا،المقبلين على الحياة بما فيها من إشكاليات مختلفة، وطبيعي أن تكون هناك نجاحات واخفاقات، ونأمل ان لا تقف أي عقبة في وجه من واجه أي اخفاق فالإرادة الفولاذية من شأنها أن تذل أي اخفاق.
اننا امام هذا الواقع الجديد في حياة الأحباء لنا وقفة  طويلة، أولا نعود ونبارك لهم من صميم قلوبنا انتهاء هذه المرحلة، والتي ستشكل حالة وجدانية خاصة سيكون حنين اليها، ستكون ذكريات غالية على نفوس الطلاب ومع هذا الانطلاق  نرى من واجبنا أن نقف إلى جانبهم كي يسمقوا.. كي يحلقوا عاليا ونخص بالذكر هنا الطالب الدرزي الذي مورست عليه عملية غسل دماغ، الذي حاولوا تشويه عقليته ومخيلته، كانت هناك دروس خاصة اعدت كي تجيّره، لقد صوروا له بان نجاحه لا بد من أن يمر من خلال خدمته في الجيش والأجهزة الأمنية، وهنا لنا وقفة أخرى مع هذا الطرح وهذا الفكر الذي زودوا به الطالب الدرزي، نحن نريد لشبابنا أن يكونوا عصاميين يأخذوا أمورهم بأياديهم دون الاتكال على أي جسم كان، نريد أن يأخذ الشاب الدرزي المسار العلمي والمهني كي لا يكون بحاجة إلى مؤسسات السلطة المختلفة، نريد أن يمتلك هذا الشاب الحس الوطني، ليكون مباليًا بقضايا مجتمعه.. ليتفاعل مع كل ما يخص أهله، ليكون مرهف الحس، بحيث يقف ضد الظلم من أي جهة كانت، نريده متحديًا الصعاب ومصرا على النجاح فلا شيء يقف في وجه الإرادة.. نريده أن يتقدم في الاتجاه الصحيح.

العطلة الصيفية
خرج طلابنا إلى العطلة الصيفية وهي كما يعرف الجميع عطلة طويلة، تمتد لأكثر من شهرين، يرقى الطالب بعد انتهائها صفا في المرحلة الدراسية، نحن نتمنى أن تكون هذه العطلة سعيدة على قلوب طلابنا واغلب الظن انها ستكون كذلك بمجملها، ولكن السؤال الجوهري: هل ستكون مفيدة؟
هل هناك برامج من قبل الأهل والمؤسسات المحلية والالتزام بها؟ هل ستكون هناك أطر تربوية تفيد الطلاب هل ستُفتح نواد لاحتضان الطلاب أم ستعم الفوضى قرانا؟هل ستزداد حوادث الطرق.. هل ستكون هناك اختناقات في البحار؟ هل سيمارس الاهل الرقابة على أولادهم أم سيقضي الأولاد اوقاتهم على الفيس بوك ووسائل التواصل المختلفة.. لا تقولوا لي قال جبران خليل جبران: "اولادكم ليسوا لكم، اولادكم أبناء الحياة خلقوا لزمان غير زمانكم".
آه.. وان قال جبران، هل جبران إله، إن جبران كان مخطئا او انه لم يقصد ما فهمتم.. من حقكم أن تفحصوا.. من حقكم أن تراقبوا.. انهم ابناؤكم فلذات اكبادكم يجب أن يبقوا في هذه المرحلة تحت انظاركم وهذا ليس من باب الرجعية كما يتصور بعضكم، انه قمة المسؤولية، علينا أن نرى الأمور من هذا المنظار خاصة وان التجارب اثبتت بان هذا الجيل وخاصة في زماننا هذا عرضة للإغراءات الخطيرة التي من شأنها أن تؤدي إلى انحرافات لا رجعة فيها ان نحن أهملنا مراقبة أولادنا والتدخل المعقول في شؤونهم، اننا ارباب أسر ليس مع وقف التنفيذ، لذلك من واجبنا المُلح التدخل وحتى فرض ارادتنا إذا وجب الامر.

"انصهار" العرب
انصهار المجتمعالعربي في مؤسسات الدولة يأخذ طابع الانجراف، بالرغم مما يعاني منه هذا المجتمع من مظالم على يد السلطات الإسرائيلية، مئات من الشباب والشابات العرب ينضمون إلى سلك الشرطة وقد بلغ عدد الفتيات العربيات اللواتي انضممن إلى سلك الشرطة 74 فتاة ومنهن من وصلت إلى درجة ضابط كبير. وقد التقى قبل أيام رئيس الدولة رؤوفين ريفلين مدير عام الشرطة  الجنرال روني الشيخ والجنرال جمال حكروش مع مجموعة من هؤلاء الفتيات ضم الوفد 29 شرطية عربية، قدم رئيس الدولة الشكر الجزيل للشرطيات العربيات اللواتي "تحلين بالشجاعة  تجاوزن  الحساسيات" على حد تعبيره، روني الشيخ قال: انها عملية تحد ومن شانها أن تدفع نحو احترام القانون في الوسط العربي خاصة عندما يدرك مواطن ام الفحم مثلا بان شقيقه يعمل في سلك الشرطة؟!
ايناس أبو واصل والتي تعمل محققة في منطقة الجنوب والتي كانت تعمل معلمة في الوسط البدوي لمدة 12 عامًا قالت: انها فشلت في تغيير الفكر لدى التلاميذ لذلك التحقت بالشرطة كي يكون لها لمسات على المواطنين العرب في البلاد وكي تضحي من اجل الدولة، يذكر بان جهاز الشرطة يخلو من شرطيات عربيات درزيات. وقد تكون هناك البعض ممن لم نسمع عنهن.
نحن نسأل كيف ارتضت هؤلاء الفتيات اللواتي جهازا يعمل في مواجهة اهلهن في المظاهرات؟ 

**
لقد منَّ علينا هذا الزمن بعجائب وغرائب كثيرة، منها أنه تم تجنيد فتيات عربيات محجبات في سلك الشرطة! وسط صمت القيادات العربية.. وسط صمت اهلهن.. هل أصبح المال هو المحرك الأساسي في الحياة دون الاخذ بعين الاعتبار التناقضات بين هذه الوظيفة وبين الانتماء، لو كانت هناك حالة سلام بين إسرائيل وبين الدول العربية.. لو لم تعتد إسرائيل على المسجد الأقصى كل صباح ومساء.. لو لم يكن المواطن العربي مضطرا إلى الخروج إلى الشارع لمواجهة مصادرة الأراضي والتصدي للمظالم التي يتعرض لها المجتمع العربي.. لو لم تتحرش السلطات بالمواطن العربي ليل نهار لقلنا انها نصف مصيبة أما أن يتم اختيار هذه الوظيفة في ظل الواقع المشار إليه فهذه مأساة كبرى.. نستغرب كيف يرضى مثل هؤلاء الفتيات الانسلاخ عن قوميتهن عمليا، وفي نفس الوقت إبقاء الحجاب على رؤوسهن